في بادرة لافتة، قام الرئيس السابق علي صالح بدعوة رئيس المجلس السياسي للانقلابيين صالح الصماد، لأحد معسكراته التي يقيمها في معقله الأساسي (مديرية سنحان) جنوب العاصمة صنعاء. وأثارت زيارة الرجلين اهتماما محلياً، خاصة في ظل الاختلاف الحاد بين شريكي الانقلاب على طبيعة إدارة الثروة والسلطة في العاصمة، وهو ما بدا جلياً في خطاب زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، والذي هاجم تحركات صالح الهادفة الى تفعيل قواعد حزبه المؤتمر، فقال بلغة واضحة: نقول للمؤتمر.. الوقت ليس وقت انتخابات.. بل وقت رفد الجبهات بالمقاتلين. ورأى قطاع من المهتمين بالشأن المحلي بأن مبادرة صالح تهدف بالأساس الى الرد على انتقادات زعيم التمرد، وتطمينه عبر ممثله في صنعاء “الصماد” بأنه لم يقصر على الإطلاق في أداء مهمته في إرضاء شهوة عبدالملك التي تبحث عن مزيد من المقاتلين المستعدين للتحرك الى جبهات القتال. فيما يرى آخرون بأن تلك الزيارة هدفت الى إيصال رسالة لزعيم المليشيا، مفادها أن علي صالح يمتلك قوة عسكرية كبرى، ولا مجال أبداً للاستهانة به أو التقليل من شأنه. ويلاحظ في الفترة الأخيرة خفوت الصوت المؤتمري المهاجم لانتهاكات المليشيا، بعد فترة استمرت لأشهر، بدت فيها أصوات صالح الإعلامية حادة بشكل لافت أثناء حديثها عن شريكها الحوثي المتربع على السلطة والمستحوذ على المال.