*معزوفة الحياة*

✍🏻 *نادية الحطامي*
نترحل على أوتار الزمن حاملين حقائب مثقلة بالآهات والآنات ونعزف لحناً حزينا باكيا .. نحاول التناغم مع صوت أوتارنا ، نتأقلم ، نغني ، نرقص كطائرٍ مذبوح ، نجر خيباتنا على حبال الوتر ونخط لوناً أخراً من ألوان الفن ، تغفو أعيننا وتسرد صفحات من حبال الهموم والحياة القاسية .. نعيش صراعا عنيفا بين طفل في صدورنا وعجوزٍ كهلٍ في رأسنا وكلاهما لا يقبل أفعال الأخر ، صراعٌ لا نهاية له
نعزف ألحان الموت وسيمفونية العذاب
على أوتار الزمن نخبئ أسرارا وأحاديث وحكايات..
مثقلون بأوجاعٍ من الطراز الأول .
نغفو كل ليلة على أمل أن يشرق مجدنا التليد .. فلا نستيقظ إلا على يوم أخر وهم جديد.
نحاول أن نعزف معزوفة الحياة فلا نسمع سوى صوت النحيب .
انات قلوبنا تحدثنا بصمت رهيب وتطرق بوابة العين بخفة فتسيل أودية وانهارا وتعبر بنا في شواطينا من المحيط إلى المحيط ونعزف قهرنا لحناً يفيض اللحن بالوجع.
سئمنا السفر والترحال .
وما كنا نظن بأن العزف كالقتل كلاهما تزهق الأرواح بلا استئذان .
ماكنا نظن أن العزف على آلة الزمن بهذه الصعوبة والتلاعب بأوتار الحياة يحتاج حبكة وخفة .. يحتاج صبرا وحكمة ورقة ..
يحتاج قوة ومدا وجزرا
يحتاج فهماً أعمق وقلباً أوسع
يحتاج حباً وكرها .. قربا وبعدا ..
الحياة فيها من القسوة مايكفي وكل شيءٍ صعب ومعقد .
على أوتار الزمن بتنا جبناء ماضينا مؤلم كيف نعزف أنشودة الصباح ونرتل ألحان الحب والأفراح ..هكذا نشعر !!
في لحظات اليأس والإحباط .
هكذا نشعر في أوقاتنا الصعبة .. بأن الكل متخاذل وأن حياتنا لم تعد تجدي
وأن أحلامنا باتت دخانٌ في مهب الريح .
هكذا نشعر حينما نضعف وحين تضيق أرواحنا على أوتارنا تنزف .. دماء التيه والتوهان ..

و لكن في قانون العظماء الماضي خبرات والمستقبل أمنيات .. والحاضر إما حياة أو ممات .

فماعساك أن تعزف ؟!!
لحن العظماء أم الجبناء؟!!

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة