*في زيارة لزوجة الشهيد عبداللطيف الصلاحي ووالدته*

زرتها في مدخل منزل كبير.. حيث تسكن زوجةالشهيد في غرفة الحارس..
كانت المغذية في يدها…
والدموع في عينيها…
وهي حامل في شهرها التاسع توشك أن تستقبل الأثر الوحيد الباقي لرفيق دربها .. الذي لم يكتمل عام واحد على زواجهما …
هي صابرة محتسبة.. ووالدة الشهيد الصابرة بجوارها.. ما يزال معلق قلبها برؤية ولدها الذي لم تره لمدة.. وليست تعلم هل ستظفر للحظة بوداع جثمانه الذي احتجزته مليشيا الإجرام بعد استشهاده في الزنوج…

هل تتخيلون ما حدث؟
في الوقت الذي كان يجب فيه إكرام المرأة المكلومة إذ بوكيل البيت يطردها من غرفة الحارس من البيت المهجور الذي تقوم المقاومة بحراسته من النهب .. هكذا جازى صاحب البيت الشهيد الذي قدم روحه فداء لله وللوطن..
كان الشهيد يحرس مع بقائه في تلك الغرفة الضيقة في المدخل منزل الرجل المسافر…
وكان جزاء الشهيد من صاحب البيت ووكيله طرد الزوجة الحامل والمفجوعة على زوجها الذي لم تحظ بفرصة احتضان جثمانه!
لم تجد زوجة الشهيد عبداللطيف الصلاحي مأوى يأويها سوى بيت الجيران ..
تحرك بعدها صهرها ووالدها لكسر أقفال الباب لإعادة الزوجة إلى غرفة الحارس في البيت الكبير المهجور …

هذا جزاء الشهيد عند من غابت مشاعر الإنسانية والمروءة والنجدة من قاموس حياته

الشهيد الذي اضطر لبيع دبة الغاز بسبب الحاجة.. يقدم روحه رخيصة…
*وتعجز حكومة يدافع عنها عن صرف راتبه!*

*خديجة عبدالملك*

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة