الحرب تصنع أبطالاً وهميين (عدنان الحمادي نموذجاً)

*✍منير المحجري*

……..
في الغالب تكشف الحروب الكثير من الأشياء السلبية لكن الأفدح خطراً من ذلك هو صناعة زعامات باطلة تتمثل دور البطولة وتغرد به يمنة ويسرة وطالما أنها قد ضمنت ذلك الدور فلا خوف عليها من أي انحراف ينافي ذلك الدور المزيف ..ولعل مثل هذه الحالة تنطبق جزئياً على العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 في محور تعز والذي صارت بطولته ساطعة افتراضاً لكنها في الواقع تبدو مختلفة حيث إنها تفارق الدور الوطني الحقيقي المنطوي تحت إطار الجيش الوطني وضمن تحركاته ..بل إن دور البطولة المتوهمة لديه جعله يتخذ مواقفاً تثبت انحرافه عن المسار الكلي للجيش الوطني في محور تعز متخذاً لنفسه تصرفات تغاير موقعه العسكري دون أن يتم الالتفاف لنقد ذلك الانحراف إذ أن التصرف الفردي لأي طرف ينتمي للجيش يعد خرقاً للصف الوطني ويوجد فرصة لشق الصف وخلق الضغينة ومحاولة لتبئير الجيش الوطني وتقسيمه إلى فصائل ومكونات ذات أبعاد متباينة ربما تتصارع فيما بينها ويجعل منها تنظر للغاية العامة نظرات مختلفة فيحاد بها عن مسارها المشترك .
فحين صدر القرار الجمهوري بضم كتائب أبي العباس إلى اللواء35 وترقية قائدها أبي العباس إلى رتبة عقيد كان الغرض منه هو جعل الصورة واحدة لكل فصائل المقاومة الشعبية في تعز وإدراجها في تشكيل عسكري لا مليشاوي دون أن تتحلى بأي دافع أيديولوجي وهو ما تحاول كتائب أبي العباس الإبقاء عليه زياً وسلوكاً واعتراضاً على كل قرارات الجيش الوطني ..وهذا الأمر انعكس بشكل سلبي على العميد الحمادي الذي استهوته طريقة تعامل كتائب العباس مع الجيش الوطني وأوجد لذاته نفس التحيز الخاص بالكتائب وتناقضها مع تحركات الجيش الوطني في الغالب ..
لا أريد أن أتعسف بحق العميد الحمادي وإنما سأسرد بعضاً من سلوكياته التي تثير الشكوك والريب حوله منها:
الانسحاب من جبهة الصلو أكثر من سبع مرات ويذكر عدد الشهداء بعدكل انسحاب له.ومن جبهة الاحكوم وكذلك جبهة الاقروض.كذلك محاولة احتساب اللواء حزبياً على التنظيم الوحدوي والتواطؤ والتنسيق مع أبي العباس
/ تسليح جماعات تابعة لناصريين وتخزين السلاح
/ التستر على الجماعات المسلحة
/ فرض الضرائب بالتنسيق مع عارف جامل
/نهب السلاح وتخزينه
التعامل المباشر مع الحوثيين وخاصة في قضية تبادل الأسرى دون التنسيق مع قيادة المحور.
ومهما يكن من هذه الاختلات التي رصدت ضده ومهما يكن مستواها فإن أثرها السلبي سيكون وخيماً على الجيش الوطني كونها تشوش كينونته وتثير البلبلة في نفوس أفراده وتقلل من الهمة الوطنية العالية لدى منتسبيه وتحول الأمر إلى مصالح شخصية دون هدف سام وهذا بالطبع ما يرغب به الخصم الحقيقي حين يرانا منشغلين بقضايا داخلية تفككك لحمة الجيش الوطني .ولذا نود التنبيه أن ما يسلكه العميد الحمادي يعد خطراً محدقاً بمسيرة التحرير ويجعل من النضالات الجسيمة التي بذلها الأبطال والشرفاء في ميادين الشرف والبطولة مجرد عبث وباتت هدراً وهذا طعن في الخاصرة .

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة