هكذا نجحت مليشيا الحوثي في تحويل فرحة العيد الى كابوس يؤرق حياة السكان بصنعاء

أيام قليلة ويحلّ عيد الأضحى المبارك، وسط كومة من الأحزان والمآسي، يعيشها سكان العاصمة صنعاء، ومختلف المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية، والتي أطفأت بانقلابها على الدولة فرحة اليمنيين، وحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق.
فبالإضافة إلى ارتفاع الأسعار بأشكال جنونية، والتي باتت ترتفع من ساعة لأخرى، بشكل يومي، يعيش سكان العاصمة، حالة من الأوضاع الإنسانية بالغة الصعوبة، خصوصا مع استمرار انقطاع مرتبات الموظفين، للعام الثاني على التوالي، فضلا عن انهيار العملة التي باتت تتهاوي بشكل مخيف، والتي ألقت بظلالها الكارثية على المواطن المغلوب على أمره.
قهر الرجال
“عبده أحمد” أحد سكان صنعاء، أكد أنه لم يستطع دفع إيجار منزله منذ بضعة أشهر”. وأضاف: “عليّ إيجار أربعة أشهر لم أدفعها، وأطفال بلا مصاريف، والعيد على الأبواب”.
وأضاف عبده: “اضطررت بعد عدم قدرتي على دفع الإيجار، الخروج من المنزل، واستأجرت دكان بالقرب من المنزل السابق، وأضحى الدكان هو المجلس والحمام والمطبخ وكل شيء”.
عبده أحمد، الذي يعول 6 أطفال، عمر الكبير نحو 12 عاما، يتحدث عن الواقع المرير الذي وصل إليه كواحد من آلاف المواطنين في العاصمة صنعاء، ويعبر عنها بالدموع التي انهمرت على خديه، وهو يرى أين وصل به الحال، بعد أن كان موظفا في إحدى المؤسسات، ويتقاضى راتبا لا بأس به.
واصفا تلك الدموع بـ”دموع القهر، في زمان قهر الرجال، من عديمي الرجولة والحياء”. في إشارة إلى الحوثيين، متسائلا: أين نروح؟ ولمن نشتكي؟
حُلم الأضحية
أما الحديث عن أضحية العيد، التي تعد سُنة وشعيرة من شعائر الإسلام، فبات الحديث عنها أشبه بتَرف، إذ لم تعد ذات أهمية للمواطنين، وليست ذات أولوية إطلاقا، خصوصا في مثل هذه الظروف، التي بات الوصول إلى “الكبش” أشبه بحلم، لم تعد لعقولنا مجالا للتفكير فيه، بحسب، المواطن فيصل علي.
يقول فيصل علي – موظف مدني بصنعاء -، “لم أعد أفكر بشيء أسمه أضحية عيد، فالأوضاع لم تعد تسمح لنا بالتفكير بمثل هذه الأمور، خصوصا وأن رواتبنا منقطعة منذ عامين من قبل عصابة لا يهمها مواطن ولا وطن”.
وأضاف: “إذا كان العيد في السابق كان يأتي لنتذوق فيه لحمة العيد، أما اليوم فقد بتنا غير قادرين على شراء اللحمة سواء في عيد أو غير عيد”. مشيرا إلى أن “النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد ضحى علينا؛ كونه يعلم أننا سنصل إلى هذا الزمن، الذي يحكمنا فيه حثالة القوم، ويقطعوا رواتبنا”. حسب تعبيره.
من أطفأ بسمتنا؟
أما المواطن “أبو عمار”، فيسرد معاناته مع قرب العيد، مؤكدا “أن العيد لم يعد يمثّل له أي شيء، وبات يوم عادي مثله مثل بقية الأيام، إذ أن الظروف التي وصل إليها الناس لم تعد مجالا للفرح أو المرح، مؤكدا أن البسمة انطفأت في وجه الأطفال الأبرياء، فكيف بنا الذين نعاني الأمرّين، الذين نتقلب على فرش الهموم والأحزان ليل نهار، في سبيل توفير متطلبات الحياة الضرورية”.
“أبو عمار” والذي كان يعمل موظفا في إحدى المؤسسات الإيرادية في العاصمة صنعاء، أكد، أن بسمة العيد انطفأت من قبل الجميع، أطفالا وصغارا وكبارا، وتحديدا منذ انقطاع مرتبات الموظفين من قبل الحوثيين”.
يشير إلى أن الوضع لم يعد يطاق، وبات الجميع في انتظار شرارة الثورة للخلاص من هذه العصابة التي تريد أن تحكمنا بقوة السلاح أولا، وبمزاعم الحق الإلهي ثانيا، ثم لا تكلف نفسها النظر إلى معاناة المواطنين، في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
وتساءل قائلا: هل رأيت دولة تأخذ الجمارك وكافة الإيرادات من مختلف مؤسسات الدولة، وبمبالغ مرتفعة عما كانت عليه في السابق، وبأشكال لا تستدعي للمقارنة، وفي الوقت نفسه لا تكلف نفسها عناء صرف المرتبات للموظفين؟ مؤكدا أن المشكلة لم تعد هنا فقط، بل أن المشكلة باتت في النظرة الدونية التي يحملها الحوثيون تجاه المواطنين، من خلال وصفهم لمن يطالب براتبه بأنه مرتزق، ومع العدوان، متناسيين أنهم أكبر عدوان على الشعب اليمني”. حسب وصفه.
الواتس لمتابعة الأسعار
باتت الأسعار، هي حديث المواطنين، في مجالسهم، فوق الباصات والسيارات ومختلف الأماكن الخاصة والعامة، والتي تزامنت مع التهاوي المستمر لأسعار العملة، حيث وصل سعر الريال اليمني مقابل الدولار إلى 570 ريال مقابل الدولار الواحد، والذي انعكس بشكل مباشر على ارتفاع مختلف المواد الأساسية والغذائية وغيرها.
وفي هذا الصدد يقول المواطن “أبو أريج”: ذهبت لشراء بعض أدوات المنزل الضرورية، والتي كنت اشتريتها بمبلغ 3000 ألف ريال، واشتريتهن مؤخرا بمبلغ 9000 ريال، مؤكدا أن نسبة ارتفاع الأسعار بلغت أكثر من 200 %.
وأضاف: دخلت إلى صاحب البقالة، الذي أخذي منه المقاضي بشكل متواصل، تفاجأت وقد الأسعار ارتفعت من

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة