الحالة اليمنية:

img

وصلت الحالة اليمنية الى وضع اخطر مِن الخطورة واشد من الهاوية وأنكى من أي ألم ، والقوى السياسية تتصارع مع بعضها وتتنافس على المناصب التي هي بالأصل مناصب في الهواء دون استشعار لخطورة اللحظة والكارثة التي يعيشها الشعب اليمني على ارض الواقع .

اما الحركة الحوثية العنصرية فالحديث عنها لا يجد مفردات تتناسب مع قبحها وقذارة تصرفاتها وفضاعة جرائمها كونها أم الخبائث وأساس كل ما حل بِنَا وبمجتمعنا ووطننا وهي لا زالت ترفع الشعارات الرنانة وتمعن في اذلال كل مواطن يعيش في المناطق التي تسيطر عليها وتعمل على تزييف حقائق التاريخ وتغيير الديمغرافيا على الجغرافيا وتحل مدرسين مذهبيين سلاليين ليغرسوا في عقول النشىء افكار البعبودية لهم والتبعية المطلقة لأفكارهم وهذا امر اخطر من التدمير بالسلاح الذي يمارسوه في كل مكان.

كل ذلك يجري ودعاة الوطنية بدون استثناء يتصارعوا على الوهم ، واجهزة الامر مزدوجة وجيوش ولاءها لجهات متناقضة وقبائل متوزعة بين الولاء للشرعية والولاء للسلالية والانتهازية وأحزاب متصارعة ، وأصبحت كثير من النخب تبحث عمن يستقطبها ان لم تكن مستقطبة من قبل ولاءها لمن يدفع اكثر ، والوطن يضيع من بين أيدي الجميع وكأن الامر لا يعني احد ، ويبقى الوطن والوطنية شعار بدون معنى حقيقي لدى كثير من الناس المعول عليهم إنقاذ الوطن .

الخطر داهم والهول كبير لن يستثني أحداً بل ان خطر هذا الهول يتجاوز الجغرافيا اليمنية مما يحتم علينا جميعا ان نعيد حساباتنا ونراجع مواقفنا ونتنازل لبعضنا ونلتف حول قيادة واحدة ممثلة بالشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي كي نعطي صورة مشرقة في المناطق المحررة ونحرر ما تبقى من الارض ، ونسرع بعقد جلسات مجلس النواب ونختار له هيئة رئاسة فاعلة لتكون عونا لشرعية الرئيس وليقوم المجلس بدوره الوطني داخليا وخارجيا ، ونعمل مع الاشقاء في التحالف وفق رؤية واضحة تنهي هذا السرطان المتمثل بالانقلاب السلالي الحوثي المدعوم ايرانيا ، ونتعاون جميعا مع حكومة الدكتور معين عبدالملك لبسط الامن وتوحيد قيادته في كل المناطق المحررة ، وتفعيل المرافق الحكومية وفِي مقدمتها المطارات والموانيء وإدارتها تحت إشراف الحكومة ، والإشراف الحازم على سير العملية التعليمية ، وتصحيح التسيب الحاصل في المدارس مع الانتظام في صرف مرتبات المدرسين ومحاسبتهم على اَي تقصير في اداء رسالتهم التعليمية لان التعليم منه خيرنا ، وبالتجهيل يبقى المستقبل اشدًّ قتامة ، وينطبق الحال بالنسبة للاهتمام والرقابة وانتظام المرتبات على كل المرافق الحكومية وموظفيها ..

ولن يتم ماذكرناه الا بالتكاتف واستشعار الجميع بحجم الكارثة وضرورة تجاوزها ، وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب ، وقبل كل ذلك الترفع عن المكايدات والخلافات الشخصية والولاءات الحزبية والمناطقية الضيقة.

اللهم اصلح حال بلادنا ووحد كلمتنا.

محمد مقبل الحميري

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة