توكل كرمان: تفكيك التحالف لليمن سيحوله إلى شظايا متطايرة في وجه الخليج
قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية يهدف أساساً إلى تقسيم اليمن ومصادرة قراره السيادي واحتلال جزره والسيطرة على ثرواته الطبيعية.
وأكدت كرمان في حوار مع صحيفة “القدس العربي” أن “تقسيم اليمن ليس حلاً. التقسيم الذي عملت من أجله الرياض وأبوظبي فشل قبل أن يتحقق. لا حل بدون يمن موحد ودولة شرعية اتحادية مدنية حديثة لكل مواطنيها المتساوين في الحقوق والواجبات.
وأضافت كرمان: “السعودية والإمارات تتحملان مسؤولية تاريخية عن إعادة الإعمار وبناء ما دمرته الحرب وتعويض اليمن واليمنيين عن ما ارتكبه التحالف من جرائم وعبث وتدمير في اليمن”.
وأوضحت كرمان أن السعودية والامارات تركت الحوثيين يسيطرون على أغلب محافظات الشمال ذات الكثافة السكانية، وسلم المناطق المحررة لميليشيات انفصالية وسلفية تتبعهم وتأتمر بأمرهم، وتركوا اليمنيين في حالة من اللادولة تحت رحمة الميليشيات المتعددة، لكنهم بهذه التوجهات الصبيانية يحفرون قبورهم بأيديهم.
وقالت كرمان “هؤلاء لم يستوعبوا تاريخ اليمن، فاليمن بلد كبير وأساسي وذو تاريخ عريق، وتفكيكه وتقسيمه سيحوله إلى شظايا متطايرة في وجه الخليج المجاور له. تقسيم اليمن وإبقاؤه رهينة صراع طويل يعني ذلك أن السعودية والخليج لن يكونوا خارج هذا التدمير والتقسيم”.
وحول تدخل إيران المستمر في اليمن عبر دعمها لجماعة الحوثيين قالت كرمان: “الحوثيون ورقة مهمة من أوراق إيران في المنطقة ولن تفرط بها، وظهر ذلك واضحاً في توقيت الضربة الأخيرة لأنابيب النفط في ينبع، لكن ذلك حصاد طبيعي للسياسة السعودية العابثة. ومقابل ضرب أنابيب شركة آرامكو السعودية ردت المملكة بجريمة قصف مدنيين في شارع الرقاص بصنعاء قتل فيها العشرات”.
وقالت كرمان “لقد دمروا اليمن خلال 4 سنوات من الحرب، وهم الذين عملوا مع الإمارات على إسقاط الدولة اليمنية في قبضة انقلاب الحوثي والرئيس المخلوع في سبتمبر 2014. ذلك واضح للجميع، وجاء متوافقاً مع سياستهم في قيادة الثورة المضادة للربيع العربي”.
وقالت كرمان إن إيران وجدت في اليمن فراغاً تاماً، وهي لم تبذل جهداً كبيراً، إذ تبرعت السعودية والإمارات والرئيس الانتقالي والرئيس المخلوع ومكونات حزبية أخرى، كلها تواطأت لجلب الحوثيين إلى صنعاء وتسليمهم الدولة بحسابات صغيرة، والنتيجة أن العاصمة العربية الرابعة أصبحت تدور ضمن استراتيجية إيران ومصالحها. بالمقابل، ماذا فعل التحالف لحلفائه في اليمن؟ لقد شتتهم وأضعفهم واحتجزهم في الرياض والفنادق وأحل ميليشات وأحزمة عميلة محلهم، وعلق اليمن بين المليشيات الحوثية والميليشيات الإماراتية”.
ولخصت توكل كرمان الحل في اليمن بعدة نقاط تبدأ بانسحاب التحالف من الجزر والسواحل التي يحتلها، وعودة القرار لليمنيين في المناطق المحررة، فضلاً عن “تسليم الحوثيين بسلطة الدولة الشرعية والدخول في حوار جاد للعودة إلى استكمال العملية الانتقالية وفق المرجعيات الثلاث: المرجعية الوطنية المتمثلة بمخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور الجديد، واتفاقية نقل السلطة (المبادرة الخليجية)، والقرارات الأممية ومرجعيتها الدولية.
وأكدت كرمان أن أي حل لا يضمن عودة الدولة اليمنية الموحدة كاملة السيادة على أرضها وصاحبة سلطة حصرية لا ينازعها فيها احتلال خارجي ولا تنازعها المليشيات أياً كانت مسمياتها ، فهو ترحيل للصراع ويهيئ لجولات حرب متوالية