يا هؤلاء لا تشيطنوا سلطنة عُمان

يا هؤلاء لا تشيطنوا سلطنة عُمان
د كمال البعداني
ظلت سلطنة عمان منذ قيام نهضتها في 23 يوليو 1970م بتولي السلطان قابوس مقاليد الحكم في بلاده مصدر امان وجار آمن لليمن ..لم يصدر منها اي ضرر .. فعندما كانت تحدث اضطرابات وحروب في اليمن قبل الوحدة كانت مسقط تحرص على النأي بنفسها بعيدا . وعندما وقع حرب الانفصال في صيف 1994م بذلت عمان جهود كبيرة لتقريب وجهات النظر بين طرفي الازمة حينها قبل اندلاع الحرب ، وكان ذلك الموقف العماني مغاير لمواقف بقية دول مجلس التعاون التي شجعت ودعمت بقوة مشروع الانفصال بإستثناء ( قطر ) . ومع نهاية الحرب لم يجد الكثير من قادة الانفصال الا سلطنة عمان يلجأون اليها واولهم الاستاذ علي سالم البيض ففتحت لهم مسقط ابوابها . والمضحك ان اولئك الذين استقبلتهم عمان هم انفسم الذين كانوا يدعمون حركة التمرد ضد حكومة عمان في نهاية الستينات وبداية السبعينات تحت مسمى جبهة( تحرير ظفار ) ( 1965- 1975) وكانت تقف خلفهم حينها الاتحاد السوفيتي والصين وحتى السعودية قبل ان تغير موقفها بعد ذلك . طبعا الامارات لم تكن قد وجدت في بداية التمرد والا لتبنته سياسيا وعسكريا وماليا كما هو الحاصل في اليمن .وبعد ما يقرب من واحد عشرين عام على استقبال مسقط للرئيس البيض . استقبلت كذلك الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي لجأ اليها اثناء الحرب بعد خروجه من عدن. وقد وصل بعدها الى مدينة جدة السعودية مرتدياً للثوب العماني . وبعد استقبالها للرئيس هادي بثلاث سنوات استقبلت مسقط كذلك عائلة الرئيس السابق على عبد الله صالح والتي خرجت من صنعاء بوساطه عمانية بعد مقتل الرئيس صالح .. وفتحت عمان سفاراتها في الخارج ومنافذها ومطاراتها لليمنيين من المرضى والطلاب والمسافرين من والى اليمن بعد ان تقطعت بهم السبل في بداية الحرب وما تزال. . في عمان تجد اليمنيين من النخب السياسية والشخصيات الاجتماعية من مختلف المشارب والتوجهات . ورغم التسهيلات التي تقدمها لهم فإنها لم تطلب يوم من الايام من اي شخصية يمنية مقيمة هناك الظهور في اي وسيلة اعلامية لتقديم الشكر والامتنان لسلطان عمان وشعبها كما يحصل في بعض الدول المماثلة .. سلطنة عمان تعترف بشرعية الرئيس هادي واستقبلت سفيره في مسقط ولكنها في نفس الوقت لها تواصل مع الطرف الاخر وبوضوح تام . وقد اعلنت انها تعمل من خلاله على محاولة حلحلة العديد من القضايا في الشأن اليمني . سياسة عمان مع جيرانها تنطلق من قاعدة ( انين جارك يسهرك ) فهي ترى ان الامن والاستقرار في الدول المجاوره هو امن واستقرار لعمان والعكس صحيح .. التواجد السعودي الاماراتي في محافظة المهرة وبهذا الحجم من ضمن اهدافه العديدة هو محاولة لترويض عمان التي اتخذت لنفسها سياسة مستقلة تجاه العديد من القضاياء في المنطقة . لذلك نجد ان الامارات والتي كانت جزء من عمان قبل ان يعيد الاستعمار رسم خارطة المنطقة من جديد . تحاول اكثر من مرة زعزعة استقرار السلطنة . ففي عام 2011 اعلن التلفزيون العماني عن اكتشاف شبكة تجسس في عمان تتبع جهاز الدولة في دولة الامارات . مستهدفة نظام الحكم في عمان وآلية العمل الامني والعسكري فيها . وفي شهر مارس الماضي من هذا العام 2019م تمكنت الاجهزة الامنية العمانية من ضبط خلية تجسس تتبع الامارات بينهم ضباط اماراتيين . ومع ذلك علق وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي على تلك العمليه بقوله ( مثل هذه الامور تحدث بين الجيران وعمان تعامل جيرانها بلطف ).. هذه الايام وبالتزامن مع ما يدور في محافظة المهرة هناك محاولات حثيثة لشيطنة عمان في نظر المواطن اليمن واتهامها باتهامات عديدة والمضحك ان حملات الشيطنة هذه تاتي من دولة تحارب الشرعية وتكون مليشيات مسلحة وتحتل جزر ومطارات وموانئ اليمن . من يريد ان يعرف موقف عمان تجاه اليمن فلينظر محبة ابناء المهرة لها والى ماتقدمه لابناء محافظة المهرة منذ سنوات عديدة دون اي انتقاص من سيادة اليمن في الارض او الانسان .. تابعوا اعلام الامارات تجاه الشرعية وهي التي تقول انها اتت لدعم الشرعية .وفي نفس الوقت تابعوا الاعلام العماني التي يتهمها التحالف وعلى راسه الامارات انها ضد الشرعية والحكم لكم .. محافظة المهرة ظلت الى جانب سقطرى من اكثر المحافظات اليمنية هدوء واستقرار حتى وضعت السعودية والامارات اياديها هناك فتغير الامر تماما .. اليس من العجيب ان العلم اليمني يرفرف في كل مكان بالمهرة والى اخر نقطة حدودية مع عُمان صاحبت النفوذ القوي هناك . بينما يمنع رفع العلم اليمني في عدن وفي اي مكان تتواجد به الامارت ؟ ياهؤلاء لا تشيطنوا عمان واتركوا محافظة المهرة .#كمال_البعداني

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة