خسرت تعز باستشهاده.. من المستفيد من اغتيال العقيد “أبو الصدوق” ؟

img

الجوزاء نيوز – خاص

“لو غيرت ولائي يعني أنني غيرت عقيدتي وديني وأصبحت خائناً لمدينتي وشرعيتي وهذه ليست مبادئي”, هكذا رد الشهيد العقيد “أبو الصدوق” على الجهات التي حاولت شراء ولائه بالمال لتنفيذ أجندة معادية تعز, وفقًا لشهادة أوردها ركن التوجيه المعنوي في اللواء 170 دفاع جوي, وتثبت ذلك مواقفه.

هزت عملية الاغتيال الآثمة التي طالت العقيد أبو الصدوق الشارع التعزي, ولاقت ردودا واسعة وتفاعلا عريضًا, واعْتُبر مقتله خسارة عظيمة على المؤسسة العسكرية وعلى تعز ومشروع التحرير.

وفجر أمس الثلاثاء, قتل العقيد أبو الصدوق برصاص أطلقها عليه أحد مرافقيه, وسط مدينة تعز, حيث توفي على الفور, في حين لقي القاتل مصرعه أثناء محاولته الهرب.

ويعد صادق أبو الصدوق من أوائل القادة الذين واجهوا المليشيا الحوثية في تعز, حيث كان قائدا لجبهة الجمهوري كما اشترك مع قائد المقاومة الشعبية في العديد من المعارك التي توجت بتحرير أحياء ومناطق عديدة في محافظة تعز.

مؤخرا, كان الشهيد العقيد صادق مهيوب ابو الصدوق قائدا لكتيبة الاحتياط باللواء 170 دفاع جوي بتعز.

ويعتقد مراقبون أن اغتيال أبو الصدوق عميلة جرى تدبيرها بعناية, وتأتي ضمن مسلسل تصفية القيادات الوطنية التي وقفت في صف الدولة ومشروع التحرير, مشيرين إلى أنه جرى شراء مرافقه واستخدامه لتنفيذ الجريمة.

لماذا أبو الصدوق؟

ويؤكد مراقبون أن أبو الصدوق دفع حياته ثمنًا لمواقفه الوطنية الشجاعة, وضريبة انحيازه الكلي لمشروع التحرير ووقوفه في صف الدولة.

عُرف أبو الصدوق بمناهضته للأجندة الخادشة للجدار التعزي, ورفضه الانخراط في المشاريع الصغيرة.

ووفقًا لشهادات متطابقة, حاولت جهات معادية لتعز شراء أبو الصدوق وأغرته بالمال والسلاح ليقبل العمل في تنفيذ أجندتها وتوجيه السلاح إلى صدر الجيش الوطني, لكنه رفض واختار الاستمرار في طريق التحرير ومواجهة الجائحة الحوثية.

العقيد منصور علي حزام, ركن التوجيه المعنوي في اللواء 170 دفاع جوي, أكد أن المواقف الشجاعة لأبو الصدوق ورفضه تحويل سلاحه من صدر المليشيات الإنقلابية إلى صدر زملائه ورفاق سلاحه في الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية, هي التي جنت عليه.

وذكر حزام أن “أبو الصدوق قال لمن حاولوا أن يرغبوه بالمال ( لو غيرت ولائي يعني أنني غيرت عقيدتي وديني وأصبحت خائناً لمدينتي وشرعيتي وهذه ليست مبادئي ), وأنه قال : “سأربط على بطني الأحجار ولن أغادر تعز إلى باتجاه تحرير الحوبان، والرزق بيد الله والموت بيد الله ولن أكون خنجراً إلى في حلوق الإنقلاب”.

من جانبه, الشيخ علي القاضي عضو هيئة علماء اليمن, في شهادته التي نقلها عن الشهيد, أنه تلقى عرضا ليتفرغ لمواجهة الجيش و أبطال المقاومة في المحافظة فرفض رغم كل وسائل الترغيب و الترهيب.

حيث قال الشيخ القاضي في شهادته: “وقد اخبرني ذات مرة انه عرض عليه كذا وكذا من المغريات ليتفرغ لاخوة الجهاد الذين يقف معهم كتفا لكتف في مواجهة بغاة الحوثة, ️فرفض رحمه الله تورعا عن الدماء المحرمة وحفظا للهدف الذي نذر لاجله حياته جهاد البغاة حتى تعود الدولة وتتحرر اليمن من اخطر طائفة تحكم بالطائفية السلالية وتستعبد اليمنيين وتكمم افواههم وتنهب اموالهم متجاوزة بذلك الدين والعصر”.

ودعا القاضي الجهات المختصة الاسراع في كشف ملابسات هذه الجريمة القذرة والغدر البشع الذي تعرض لها الصادق ابوالصدوق رحمه الله لكشف شبكة القذارة التي تستهدف الصادقين في تعز.

صمام أمان للاستقرار

وقال بيان النعي الصادر عن اللواء 170 دفاع جو, أن المقدم أبو الصدوق “كان من صمامات أمان الاستقرار داخل تعز في كل المراحل”.

وأكد البيان أن أبو الصدوق “انحاز من أول طلقة إلى صف الثورة والوالجمهورية والشرعية متصديا للمشروع الانقلابي المدعوم من إيران”.

وأشار إلى أنه ” له موقف واضح من أي مليشيا أو تشكيلات تعمل خارج إطار الجيش الوطني”.

وطالب اللواء “النيابة المختصة والجهات ذات العلاقة بكشف ملابسات القضية والدوافع والأسباب”.

اغتيال لفكرة المقاومة

محافط تعز الأسبق, النائب علي المعمري, وصف اغتيال أبو الصدوق بأنه “اغتيال لفكرة المقاومة نفسها”.

وقال المعمري “يحز في النفس ان يسقط الابطال مضرجين بدمائهم في ظروف غامضة، ومأساوية بعد أن عرّضوا اجسادهم لمدافع الاعداء، وخاضوا كل ملاحم الفداء دفاعا عن تعز والوطن ضد بغي الانقلابيين”.

ودعا السلطة المحلية بقيادتها واجهزتها المعنية إلى فتح تحقيق عاجل لمعرفة دوافع هذه الجريمة الغادرة والجهات التي تقف خلفها، واطلاع الرأي العام بالنتائج.

من المستفيد؟

يرى نشطاء تعز أن الجهات التي شكلت قوات خارج إطار الشرعية في عدن وغيرها من المحافظات المحررة, ومولت الانقلاب في عدن, ودعمت أبو العباس والخارجين عن القانون في تعز, وتعمل على إعاقة عربة التحرير وإفشال مشروع الدولة, هي ذاتها من يقف وراء عملية اغتيال القائد أبو الصدوق.

ويشيروا إلى أن اغتيال أبو الصدوق يخدم الأجندة الإمارات وأدواتها وأجندتها الفوضوية التي رفضها أبو الصدوق مبكرا, جملة وتفصيلا.

أما الصحفي مازن عقلان, كتب على صفحته بالفيسبوك: “القائد صادق ابو الصدوق كان من أوائل من واجهوا مشروع الإمامة الحوثية في تعز ومرغوا أنفها بالتراب.

وأضاف عقلان أن اغتياله “لا يخدم إلا الحوثيين وأدواتهم وخلاياهم داخل تعز”.

عمل دبّر بليل

من جانبه, قال وكيل وزارة الثقافة عبدالهادي العزعزي, “هذا الرجل كان شجاع وصادق مثل اسمه”, مشيرا إلى أن “اغتياله خسارة حقيقية في حق تعز”.

ويعتقد العزعزي أن الاغتيال عمل مدبر بليل وفيه اطراف داخلية وخارجية.

وأضاف وكيل وزارة الثقافة “العملية واضحة وهذه هى الخلية التى تجوب ريف تعز ليل نهار (في إشارة إلى عصابة أبو العباس) وبدعم سخي من قيادات كبيرة لكنها رخيصة جدا”.

لن تمر دون عقاب

بدوره, قال قائد المقاومة الشعبية الشيخ حمود المخلافي إن اغتيال القيادي في المقاومة بتعز صادق مهيوب المكنى بـ”أبو الصدوق” برصاصات غادرة جريمة بكل ماتحمل الكلمة من معنى.

وأضاف المخلافي في حسابه على فيسبوك أن على الأجهزة الأمنية والقضائية في تعز مباشرت إجراء التحقيقات وكشف الجناة للرأي العام, مشددا على ضرورة سرعة سير الإجراءات القانونية لينال المجرمون جزاءهم الرادع جراء فعلتهم الشنعاء.

وأكد المخلافي على أن الجريمة لن تمر دون عقاب واصفاً إياها بالعمل الإجرامي الجبان, محملاً الأطراف التي لا تريد استقرار تعز المسؤولية الكاملة.

موقفه من الحملات الأمنية

وقف أبو الصدوق ضد عصابات الفوضى وخلايا الاغتيالات والخارجين عن القانون الذين تمردوا عن الدولة في تعز.

رحب أبو الصدوق بالحملات الأمنية التي طاردت خلايا الاغتيالات والفوضى والعصابات الخارجة عن القانون, وقال أبو الصدوق في حوار مع موقع (يمن شباب نت ): أنه بدأ يشعر بالأمن فعلا بعد ما حققته الحملة على مدى الأشهر الأخيرة.

وأضاف أنه قبل خروج الحملات الأمنية كانت تعز تشهد اغتيالات متواصلة ومتقاربة، وكان الخوف يسيطر، ليس على المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة، فقط، بل على أفراد وضباط وقيادات الجيش الوطن نفسه، خشية تعرضهم للاغتيال, إلى جانب أن هناك معارك كانت تخاض بأسلحة ثقيلة وسط المدينة ( في إشارة إلى تمرد أبو العباس عن الدولة), لكن الحمد لله، اليوم اختفت تلك المظاهر بشكل كبير جدا مؤخرا.

موقفه من أبي العباس
في ذات الحوار التي أجراها معه موقع “يمن شباب نت”, أشار أبو الصدوق إلى أن أبو العباس الذي كان ضمن كتائبه انقلب عليه, وحول الكتائب إلى مظلة للخارجين عن القانون.

وذكر أبو الصدوق, أن أبو العباس طرح عليه فكرة الانشقاق عن المقاومة وعن الشيخ حمود المخلافي تحديدا, لكنه رفض الفكرة, واعتبرها تهدف الى خلخلة الصف.

وأضاف أبو الصدوق “لأنني رفضت فكرته تلك حفاظا على الصف الداخلي، لجأ (أبو العباس) إلى أسلوب الكذب والوشاية بي إلى الأخ “أبو عبد الرحمن”، قال له أني أنتمي لحزب كذا ( الإصلاح )وجماعة كذا (الإخوان المسلمين).

وأكد أن أبو العباس تحول إلى مظلة للخارجين عن القانون، وانتقل معظم المطلوبين إلى المناطق المحسوبة عليه (كانت) هربا من الحملة الأمنية.

تصفية نواة المقاومة

الناشط فاروق السامعي حيدره, علق قائلا: “كل القادة الذين بادروا بقيادة المقاومة في تعز تم تصفيتهم بطرق مختلفة”.

وأوضح حيدره “تم تصفية القائد عدنان الحمادي الذي قاد الإنتصار للشرف العسكري ، وتصفية القائد المدني رضوان العديني, واليوم يتم تصفية رفيقهما القائد السلفي أبو الصدوق ، ولم يبقى إلا القائد حمود سعيد “المنفي” كي تكتمل حلقة القضاء على أبطال نواة المقاومة.

لماذا الآن؟

ويعتقد مراقبون أن عملية الإغتيال تهدف لخلط الأوراق وإرباك المشهد في تعز.

القيادي المؤتمري منير احمد سيف, كتب على صفحته بالفيسبوك ” بينما تعز تستعد للخروج ضد فساد أذرع خلية القاهرة (أذرع حمود الصوفي والخلايا الممولة إماراتيا), هناك من يريد أن يخلط الأوراق ويحدث فتن داخلية ليشق الصف.

وأضاف ” علينا أن نتوحد لنواجه أعداء تعز بكل قوة وصدق وصلابة.

خسارة عظيمة

شكلت عملية اغتيال أبو الصدوق خسارة عظيمة على المؤسسة العسكرية وعلى تعز برمتها, ومشروع التحرير.

حيث يؤكد محللون أن تعز خسرت مقاوما جسورا ووطنيا نقيا ورجلا مخلصًا, لعب دورا رياديا في وضع اللبنات الأولى لمشروع المقاومة ضد الإنقلاب الحوثي الأرعن, وسجل درسا بليغا في الإنتماء للوطن ورفض حياة العمالة والارتهان.

ويتفق نشطاء تعز ووجنودها في توجيه أصابع الاتهام لأدوات الإمارات, وذلك بالنظر إلى المواقف التي عرف بها الشهيد أبو الصدوق, والمتمثلة بمناهضته للأجندة الإماراتية, ووقوفه ضد ممارسات أبي العباس وطارق صالح.

ويطالب أبناء تعز المؤسسة الأمنية والعسكرية بتوخي الحذر ورفع مستوى اليقظة من أجل إفشال المشاريع المشبوهة, والعمل على ملاحقة أدوات الأجندة الخادشة للجدار التعزي, حفاظا على استقرار المدينة.

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة