العميد المجيدي وإطفاء الحرائق التي تستهدف تعز

img
كتابات 0 مدير

 

بقلم/ محمد طاهر

 

…..

لم تكن أحداث التربة الاخيرة مجرد تمرد أو تداخل الاختصاصات والمربعات العسكرية بل كانت قنبلة موقوتة بانتظار ساعة الصفر لتفجيرها ..

هذه المشكلة نفخت الحزبية فيها النار وكادت تتحول الى صراع ينتظره الكثيرون للايقاع بتعز وربما كانت السيناريوهات أبعد مما يتخيل البعض ..وهو فصل مدينة التربة عن تعز والحاقها بالساحل بعد ازدياد حركة النازحين العسكريين التابعين لحراس الجمهورية أو معسكرات طارق عفاش ..

 

كان الهدف زيادة خنق مدينة تعز والسيطرة الكاملة على شريانها الوحيد ولكن بعض الشخصيات في تعز كان لهم موقف متميز و إطفاء الحرائق التي تتغذى على مؤمراة خبيثة تضع مدينة تعز بين فكي كماشة “الحوثيين من الشرق والشمال والحراكيين والعفاشيون من الجنوب والغرب وبالتالي يكتمل الحصار من العدو بالتعاون مع رفقاء السلاح الذين يعد يتربصون بتعز بذرائع مناطقية وحزبية وثأر تدعمه دولة حليفة وهي الامارات.

 

لكن من خلال متابعة الاحداث التي كادت تعصف بالمدينة المحررة ومجرياتها برز العميد عبد العزيز المجيدي لاعبا عسكريا محترفا ..كونه يحظى بمكانة متميزة لدى مختلف المكونات السياسية والعسكرية والامنية واستطاع أن يكون قائدا في مهمة إطفاء وطنية بعد ان اشتعلت النار في الهشيم وكدنا نحترق ونكتوي بنارها نحن هنا في تعز والمديريات المحررة.

 

عندما كان خرجت وحدات من الاجهزة الامنية والشرطة العسكرية لترتيب الاوضاع الامنية بناء على معلومات مؤكدة ودقيقة بوجود تحركات مشبوهة للسلاح والافراد وانتشار الخلايا النائمة في مناطق محيطة بالتربة وداخلها والمرتفعات بدأت ملامح الخطر ولكن مهمة الامن والشرطة العسكرية كانت محفوفة بالمخاطر نتيجة استثمار البعض الاحداث حزبيا وسياسيا والدعوة للتمترس في مواجهة الحملة الامنية وكذلك دعوة الافراد في اللواء 35 مدرع الى التمرد بحجة المطالبة بقائد من أبناء اللواء وأن العميد الركن عبد الرحمن الشمساني غير مرحب به قائدا للواء الذي بناه القائد المغدور به العميد عدنان الحمادي ..

بدأت كرة الثلج تكبر والفتنة تطل بقرونها واندلعت اشتباكات مسلحة بين رفقاء السلاح بحجة التمرد وعدم الرضوخ للقرارات القيادية وفي مقدمتها قرار رئيس الجمهورية بتعيين الشمساني خلفا للعميد الحمادي.

 

حينها شهدت التربة استعدادات عسكرية واطلاق للاعيرة النارية وانتشار النقاط العسكرية ولكن تدخلت الجهود وفي مقدمتهم يتصدر العميد عبد العزيز المجيدي هذه الجهود ..

 

كان العميد المجيدي شوكة الميزان وتلقى جهوده تقدير الجميع ومنحته جميع الاطراف الثقة لكونه قائدا وسطيا وعسكريا مهنيا لا تنتصر عليه السياسة ومناكفاتها واللاعيبها ..

 

 

 

كان التصعيد والتوتر سيد الموقف عند محاولة تمكين الشمساني من قيادة اللواء ولكن كانت الحكمة تنتصر على الاشتباكات ويعود الجميع برغم التغذية السيئة لايقاظ الفتنة للاستماع لصوت العقل ..وكانت الاطراف تمشي خلف مقترحات العميد المجيدي الذي كانت زياراته شبه يومية لمدينة التربة ..استطاع المجيدي الامساك بزمام الامور من خلال علاقاته القائمة على الاحترام وحرصه على عدم اندلاع المواجهات والحرب بين الاخوة ..

كان العميد المجيدي يتواجد في قمة جبل صبران وكذلك الجبال المحيطة بالتربة من جهة تعز أو من جهة هيجة العبد ولكن تواصله بجميع الاطراف ودعوتهم للرضوخ لصوت العقل دون تفريط بتوجيهات القيادة السياسية وتمكين العميد الشمساني من قيادة اللواء 35 قبل كل شيئ ..ثم الحوار لتفكيك المخاوف والمبررات للتمترس خلف الاسلحة ..

كانت الجهات التي تتربص بتعز تراهن على انفجار الوضع وإظهار تعز بأنها مدينة الصراعات المسلحة وخصوصا بين وحدات الجيش الوطني وألويته وتعزيز التقاسم ورسم حدود جغرافية للمربعات وعدم الاقتراب او المساس وتنفيذ المهام داخلها بحيث يبقى الوضع مرشحا للانفجار في لحظة ..وبالتالي يظهر الجيش بمختلف الويته مفككا وهشا ويخضع لمزاج السياسيين ..

 

لكن العميد المجيدي كان يدرك نسيج المؤمراة واستطاع تفكيك الفتنة المشتعلة وإسكات المدافع والقذائف والاعيرة النارية بالاسهام مع العديد من الشخصيات المرموقة في تهدئة الاوضاع والافلات من دائرة الحرب الداخلية وعلى طول الطريق الممتد من التربة الى مدينة تعز .

 

نجحت الجهود وتقدم العميد المجيدي اركان حرب محور تعز العسكري بوطنيته ورجاحة عقله ومكانته واستيعابه للمخططات الكامنة وراء التمرد والتوتر في القضاء على جذور الفتنة والانتصار لقرار القيادة السياسة والعسكرية ولوحدة أبناء تعز والتئام نسجها الاجتماعي خلف الجيش الوطني والامن والاستقرار والحكمة اليمانية وصوت العقل و المنطق وعادت التربة الى حضن تعز الدافئ وفشلت كل الرهانات والمؤمرات في النيل من صلابة تعز ولحمتها التأريخية ودورها الوطني والتنويري .

 

 

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة