التخادم “الحوثي الانتقالي” في شبوة.. من تبادل الدعم الإعلامي إلى القتال في “خندق واحد” ضد الجيش الوطني

الجوزاء نيوز – خاص
تتجلّى عمليات التخادم والتنسيق المتبادل بين مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا ومليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيًا، ومساعيهما الحثيثة لإغراق محافظة شبوة بالفوضى واللا استقرار، بهدف إسقاط المحافظة التي باتت نموذجًا للشرعية وحضور الدولة.
ولم يقتصر التخادم بين الانتقالي والحوثي على التواصل والدعم الإعلامي الواسع، والترويج للشائعات ونشر الأكاذيب، أو التسهيل لإسقاط المديريات، بل تجاوز ذلك إلى القتال جنبًا إلى جنب، ضد الجيش الوطني بشبوة.
وأمس الجمعة، كشفت مصادر أمنية في شبوة، عن إصابة قائد كتيبة التدخل السريع في قوات النخبة الشبوانية “فارس عريق” جراء انفجار لغم أرضي، وهو يقاتل إلى جانب المليشيا الحوثية، ضد الجيش الوطني، بمدينة بيحان، غربي شبوة.
ووفق المصادر، فقد تسبب انفجار اللغم لانكسار احد أطراف عريق، وإصابته بجرح بلغية أسعف على إثرها إلى احد مستشفى في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، لتلقي العلاج.
وكانت مليشيا الحوثي سيطرت على مديريتي بيحان و عين، وأجزاء من عسيلان، في 21 سبتمبر الماضي، بفعل خيانات واسعة تعرض لها الجيش، وتسهيلات كبيرة من جانب الانتقالي للحوثيين.
وقالت مصادر عسكرية لـ (الجوزاء نيوز) إن القيادي في الانتقالي محمد الغيثي رئيس ما يُعرف بالإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا، سهّل إدخال مجاميع حوثية إلى مديرية عين في 20 سبتمبر الماضي، واستقبلهم في منزله واستضافهم على الغداء.
وبالتزامن مع معارك عنيفة يشهدها الجيش الوطني بشبوة، لاستعادة المديريات التي سيطرت عليها المليشيا الحوثية، تعمل مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا على تنفيذ احتجاجات وترفع شعارات تطالب بإصلاحات اقتصادية، لكن مصادر متعددة أكدت أن هناك قيادات موالية للحوثيين تتزعم احتجاجات الانتقالي.
وقالت المصادر لـ (الجوزاء نيوز)، إن مدير مديرية نصاب، المعين من قبل الحوثيين المدعو محمد عبدالله الديولي، هو ذاته من يقود الاحتجاجات في المديرية المحسوبة على الشرعية، وذلك بمشاركة جمع من أنصار الانتقالي في دلالة واضحة للتنسيق المشترك بين الانتقالي والحوثيين في شبوة.
وتضاعف تخادم الانتقالي والحوثيين، منذ أصرت السلطة المحلية في شبوة، بقيادة المحافظ محمد صالح بن عديو، على ضرورة خروج القوات الإماراتية من ميناء بلحاف.
وفي أواخر أغسطس الماضي، أصرّ محافظ شبوة على ضرورة خروج القوات الإماراتية من بلحاف، من أجل العمل على إعادة تصدير غاز بلحاف، بهدف إنقاذ العملة والاقتصاد الوطني.
وعلى إثر التصعيد بين السلطة المحلية بشبوة والقوات الإماراتية، وتطويق الحملة الأمنية لمنشأة بلحاف، تدخلت وساطة سعودية بقيادة “يوسف الشهراني” قائد قوة الدعم والإسناد في التحالف، في نهاية أغسطس، وطلب وضع مهلة “شهرين” لخروج القوات الإماراتية، وتسليمها لقوات الجيش والأمن (تبقى خمسة أيام لانتهاء المهلة).
ووفق مراقبين، فإن إصرار محافظ شبوة على خروج القوات الإماراتية من بلحاف، دفع أبو ظبي ومليشياتها لمضاعفة التخادم مع المليشيا الحوثية، انتقامًا من شبوة، في محاولة لإسقاط المحافظة الغنية بالنفط والغاز.
ودعا المراقبون أبناء وقبائل شبوة للمساهمة في إنقاذ محافظتهم من المساعي الإماراتية والإيرانية الخطيرة، وذلك من خلال إسناد موقف السلطات الشرعية في شبوة، لتتمكن من دحر المليشيا الحوثي واستعادة كافة المناطق الغربية، وإفشال الأجندة التخريبية للأدوات الإماراتية.