“تحسُن كبير ومتسارع” للعملة المحلية.. هل يكفي تغيير قيادة البنك المركزي لانقاذ الاقتصاد اليمني..؟

img

الجوزاء نيوز – خاص

 

شهدت العملة المحلية تحسنًا كبيرًا ومتسارعًا، عقب ساعتين من صدور القرار الجمهوري الذي قضى بتعيين قيادة جديدة للبنك المركزي.

 

ومساء الاثنين، أصدر الرئيس هادي قرارًا جمهوريًا قضى بتعيين احمد بن احمد غالب المعبقي محافظ للبنك المركزي، والدكتور محمد باناجه نائبًا له، إضافة إلى تعيين أعضاء آخرين ونائب لوزير المالية.

 

وبحسب مصادر مصرفية، فإن العملة المحلية شهدت تعافيًا ملحوظًا، حيث عاد سعر صرف الدولار الواحد (الساعة الواحدة فجر الثلاثاء)، إلى 1200 ريال، بعد أن كان قد تجاوز 1700 ريال أمس الأول.

 

وأضاف أن سعر صرف الريال السعودي عاد إلى 340 ريال يمني، بعد أن كان قد بلغ 450 ريال.

 

وتوقع مصرفيون أن يستمر الدولار بالهبوط مقابل تعافي العملة المحلية.

 

وتفاعل نشطاء بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، مستبشرين بتعيين القيادة الجديدة للبنك المركزي، ومؤكدين في ذات الوقت على ضرورة أن يكون هناك حلولا مستدامة لبقاء الاقتصاد متعافيًا.

 

الصحفي المهتم بالشأن الاقتصادي وفيق صالح، كتب على صفحته بالفيسبوك “هذا ما كنا ننادي به، تعيين إدارة جديدة للبنك المركزي، وإعادة هيكلة مجلس الإدارة،ضرورة قصوى لإستعادة الثقة بالبنك من قبل اليمنيين والمانحين على حد سواء”.

 

وأضاف: “السياسات الخاطئة لإدارة البنك السابقة، والتخبط العشوائي في اتخاذ القرارات غير المجدية، أفقد الجميع الثقة بالبنك المركزي والعملة اليمنية”.

 

وتابع: “‏يتعين الآن، بعد تعيين الإدارة الجديدة للبنك المركزي، إتخاذ خطوات جادة لتفعيل أدوات السياسة النقدية،وكسب ثقة المانحين”.

 

ومضى بالقول: “ثم إعادة النظر بنظام التعويم الحر، والشروع باتخاذ خطوات جدية في تحسين موارد البنك من النقد الأجنبي، وتفعيل أدوات السياسة النقدية،عبر تخفيض المعروض النقدي المحلي، وضبط الحكومة للاستيراد،ومنها قطاع الوقود،من أجل إعادة الروح للإقتصاد اليمني الميت”.

 

من ناحيته، كشف مختار الرحبي، مستشار وزير الإعلام اليمني، عن وجود وديعة سعودية لدعم البنك المركزي.

 

وقال الرحبي في تدوينة على فيسبوك: “أنباء عن وديعة مالية سعودية لدعم البنك المركزي ياتي ذلك مع قرارات جمهورية بتغيير قيادة البنك المركزي بعد انهيار الريال بشكل مخيف أمام العملات الأخرى”.

 

وقبل يومين، سلّم الرئيس هادي رسالة خطية للملك سلمان ابن عبدالعزيز، عبر السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وتتضمن الرسالة الوضع الاقتصادي في اليمن.

 

خطوة مهمة، ولكن ..

 

من جانبه، قال رئيس مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، إن “تعيين محافظ للبنك المركزي اليمني ونائب ومجلس إدارة خطوة مهمة في الوقت الراهن”. مضيفًا: “لكن الأهم دعم هذه الإدارة لكي تنجح في كبح الانهيار في سعر العملة واحداث تغيير في السياسة النقدية. لابد من دعم الرئاسة والحكومة وكذلك تقديم الدعم المباشر من التحالف في هذه المرحلة”.

 

وأضاف نصر: “الاستاذ احمد غالب (محافظ البنك الجديد) معروف بخبرته الاقتصادية وصرامته الادارية وعلاقاته الدولية. كما ان السمعة التي يتمتع بها النائب الدكتور محمد باناجه وبعض اعضاء مجلس الادارة تمثل نقطة قوة في الادارة الجديدة للبنك، لكن المشكلة أصبحت أكبر وأعمق من الحلول الجزئية. فاليمن بحاجة إلى إصلاحات حكومية عاجلة لاسيما في السياسة المالية، والاهم عودتها للعمل بشكل مباشر من اليمن”.

 

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أنه “في ظل عدم استئناف تصدير النفط والغاز بقدرة تشغيلية عالية، وتحسين الأوعية الايرادية للحكومة، وتسليم مرتبات الجيش والامن عبر البنوك وفق نظام شفاف سيكون من الصعب تحقيق خطوات إلى الأمام”.

 

وأكد الخبير الاقتصادي على أنه “من المهم تقديم الدعم الخارجي للبنك المركزي في ظل حالة الشلل في العديد من القطاعات الاقتصادية من خلال تقديم ودائع جديدة وتتحمل الإدارة الجديدة للبنك المركزي اليمني مسئولية إعداد الية كفؤة وشفافية لإنفاقها بما يحقق الاستقرار سعر الصرف وبالتالي استقرار الأسعار”.

 

 

استمرار الاحتجاجات وفرض رقابة

 

ودعا النشطاء إلى استمرار الاحتجاجات الشعبية في كل المحافظات، حتى يستمر الريال اليمني في استعادة تعافيه ويواصل التحسن، وحتى لا يكون تعافٍ مؤقت ووهمي لامتصاص غضب الشارع.

 

كما طالب النشطاء مكاتب الصناعة والتجارة في المناطق المحررة إلى النزول ميداني وإلزام التجار وأصحاب المحلات والباعة بخفض الأسعار، والضرب بيد من حديد على كل الرافضين، وذلك تماشيًا مع التعافي الكبير والمستمر للعملة الوطنية.

 

ويأتي هذا التعافي المتسارع للعملة عقب انهيار مريع شهده الريال اليمني خلال الشهرين الماضيين، حيث تجاوز الدولار الواحد قبل يومين 1700 ريال، وهو انهيار تأريخي، دفع الأسعار إلى الارتفاع الجنوني، وفاقم معاناة المواطنين.

 

وبعد تغيير قيادة المركزي، يأمل المواطنون أن يعود الريال اليمني إلى قيمته الحقيقية، وتتراجع أسعار الموارد الغذائية وفوارق الصرف، التي أثقلت كاهل المواطن، وضاعف من أوجاعه ومآسيه.

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة