“استفتاء شعبي”.. تظاهرة حاشدة في شبوة تطالب الرئيس بالعدول عن إقالة “بن عديو”

الجوزاء نيوز – خاص
شهدت مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، تظاهرة شعبية حاشدة، اليوم الجمعة، لمطالبة الرئيس هادي بالعدول عن إقالة المحافظ محمد صالح بن عديو، وعدم الاستجابة لضغوط التحالف.
وتظاهر عشرات الآلاف من مواطني المحافظة لمطالبة الرئيس بعدم الاستجابة للضغوط الإماراتية التي تهدف لإقالة المحافظ ابن عديو، سعيًا منها للانتقام من المحافظة التي رفضت أجندة أبو ظبي ولفظت مليشياتها الفوضوية.
وأكد المشاركون أن تغيير بن عديو يعني إطفاء شعلة النجاح والتنمية التي شهدتها شبوة خلال ثلاث سنوات من قيادة ابن عديو للمحافظة، لا سيما في حال كان البديل مفروضًا من جانب التحالف، لأنه بذلك سيشكل ضررًا على المحافظة ويعود بها عقود عجاف إلى الوراء.
وقال بيان صادر عن المسيرة الجماهيرية إن المواطنين تداعوا في عاصمة المحافظة للتعبير عن موقفهم المؤيد والمساند لبقاء للاخ المحافظ محمد صالح بن عديو محافظا لشبوة وأن هذه الجموع الكبيرة التي خرجت طواعية للتعبير عن رأيها ليست إلا مثالا بسيطا وتعبيراً عن موقف شبواني موحد لمئات اﻵﻵف من سكان المحافظة التي كانت محافظة غارقة في اﻹهمال والفوضى والصراعات.
وأكدوا في بيانهم أن المحافظة أصبحت اليوم في ظل قيادة بن عديو محافظة تنعم باﻷمن والاستقرار ومشاريع تنموية غير مسبوقة شملت عاصمة المحافظة وجميع المديريات وفي مختلف المجالات في الطرق والجسور والصحة والتعليم والمياه والكهرباء والسياحة والرياضة ومختلف جوانب الحياة لتصبح شبوة اليوم من أفضل محافظات الوطن.
وبين أن هذه الجموع التي خرجت في هذا الحشد الجماهيري لتعبر عن مطلبها الواضح وترسل رسالة لفخامة اﻷخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بالعدول عن أي قرار يستهدف المحافظ محمد صالح بن عديو.
وطالبو الرئاسة والحكومة بتقدير الموقف الوطني الذي أصبحت فيه شبوة تقف مع شرعية الدولة، لافتين إلى أن الواجب هو مكافأة شبوة على موقفها، مؤكدين أن أي محاولة تستهدف قيادة المحافظة هي عبارة عن عقاب لشبوة وجميع ابنائها على مواقفهم الوطنية وتضحياتهم الكبيرة.
من جانبهم تفاعل الناشطين والمحللين اليمنيين مع مختلف المحافظات مع هذه التظاهرة الشعبية الواسعة، معتبرين إياها استفتاء واضحًا، يوجب على الرئيس أن يراجع قراره.
السياسي اليمني محمد جميح، قال في منشور على فيسبوك، “إذا كانت تلك الحشود تريد بقاء ابن عديو فلماذا يتم تغييره؟”.
وتساءل جميح: “وهل تغيير المحافظ سيحل مشاكل المحافظة أم سيدخلها في مشاريع فوضى؟ .. وهل تغييره سيحل بعض الإشكاليات السياسية بينه وبين بعض المكونات؟”
وأشار إلى أن أي قرار يُتخذ ينبغي أن يراعي حساسيات الوضع في شبوة سياسياً واجتماعياً.
من ناحيته، علق وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان، بالقول “شبوة تقول كلمتها .. شبوة تعلن تمسكها بمحافظها بن عديو!”
وأضاف الرويشان: “لعلها أول مرة في التاريخ تخرج تظاهرة ضخمة دعماً لبقاء محافظ في عمله!”
وتابع: “في الواقع هي تظاهرة لليمن الكبير .. لعودة ميناء بلحاف!”.
ومضى في القول: “في العادة تخرج التظاهرات ضد المحافظين! لكنّها مروءات شبوة ونخوتها وأصالتها وكرم روحها ووفائها لليمن الكبير”.
واختتم تغريدته بوصف المحافظة: “شبوة واسطة العقد ، عروق الذهب ، حضارة البلاد وشخصيتها”.
ناشط سقطري: رغبة أبناء شبوة في بقاء بن عديو أقوى من رغبة السعودية في إقالته.
فيما قال الناشط السقطري عبدالله بدأهن، مخاطبًا الرئيس هادي، إن كانت إرادة التغيير هذه للمحافظ محمد صالح بن عديو، رغبة في إرضاء جهة ما خارجية واستجابة لضغوط من هذا القبيل، فإن رغبة أبناء شبوة الأحرار واضحة وقد برهنوا لذلك اليوم.
وأضاف “أما إن كانت إرادة التغيير هذه نابعة من صميم قراركم وتقديركم للمصلحة العامة والوطن والمواطن فإننا نثق بكم ونأمل أن يكون من الحسن إلى الأحسن”.
واختتم رسالته بالقول: “في الأخير نقول: لا ينبغي التفريط بالمخلصين”.
ويرى مراقبون أن الضغوط التي تمارس على الرئيس هادي لإقالة محافظ شبوة ابن عديو، جاءت بمثابة إطفاء للضوء الذي حظيت به المحافظة خلال ثلاث سنوات من قيادة ابن عديو للمحافظة، والذي تمثل بالإنجازات الواسعة التي تحققت في المحافظة، والبالغة نحو 500 مشروع تنموي يخدم المواطن، في مختلف المجالات، والتي من أهمها جامعة شبوة وهيئة مستشفى الثورة، والجسور الطرقات والكهرباء والمياه، إضافة إلى ميناء قنا، وغيرها الكثير من المشاريع التي لم نلحظ مثلها في بقية المحافظات المحررة، عدا مأرب.
كما يؤكد المراقبون أن الضغوط المطالبة بتغيير امحافظ شبوة، جاءت ردًا على إصرار المحافظ في المطالبة بخروج القوات الإماراتية من منشأة بلحاف الغازية، والتي حولتها قوات أبو ظبي إلى ثكنة عسكرية، بعد أن كانت من أهم الروافد الاقتصادية لليمن.