“تعز تلقف ما يحشدون”.. أكذوبة الاستعراض الحوثي أمام صمود المدينة المحاصرة
الجوزاء نيوز – تقرير خاص
يتفق أبناء محافظة تعز، بمختلف انتماءاتهم السياسية، على أن التحشيدات والاستعراضات المسلحة للحوثيين، ليست سوى ترهيب بائس وصورة دعائية، من شأنها أن تتحوّل إلى جثثٍ في توابيت، وملصقات، بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
ويوم الاثنين الماضي، نفذت المليشيا الحوثية، في محافظة ذمار، عرضًا عسكريًا لعدد من عناصرها، جرى تجميعهم من محافظات مختلفة، وإلى جانبهم قرابة 80 سيارة دفع رباعي، وذلك قبل يوم من انتهاء الهدنة الأممية التي جرى لاحقًا تمديدها شهرين إضافيين.
أرادت مليشيا الحوثي -بحسب مراقبين- من خلال الاستعراض العسكري البائس الذي نفذته، إيصال رسالة تهديد ووعيد لمدينة تعز، وللشرعية بشكل عام، غير أن المدينة المحاصرة منذ نحو ثمان سنوات، لم ترَ في التهديد المزعوم سوى استعراض الضعيف العاجز، الذي يأتي إلى حتفه المحتوم والمحقق.
الحشود والجثث
وعقب العرض العسكري الحوثي، تفاعل نشطاء من أبناء تعز وآخرون من مختلف محافظات اليمن، وأعادوا نشر صور تشييع الحوثيين لجنازات مقاتليهم، والتي تكشف المآلات الأخيرة لتلك العروض، وتظهر جانبًا بسيطًا من الخسائر الموجعة التي تتكبدها المليشيا الانقلابية.
وتوقع نشطاء، أن المشاركين في هذا العرض العسكري، سينتهون إلى ذات المصير الذي لحق بالحشود السابقة، محمولين على الأكتاف وداخل الصناديق.
الناشط نشوان الحبشي، علّق على الاستعراض الحوثي المسلح، بقوله: “والله لو جمعوا كل أرتالهم ومليشياتهم ورجالهم ومؤيديهم ومناصريهم فتعز لهم بالمرصاد بعون الله”.
وأضاف الحبشي: “تعز التي كسرت غرورهم بالأمس وواجهت 14 لواء وتحالف حوثيعفاشي آنذاك، وكتائب الموت والحسين، كفيلة بكسر غرورهم اليوم”.
من جانبه، أكد الجندي حلمي الأحمدي، أن هذه الاستعراض الحوثي والتظاهر بالقوة، يثبت ضعف الجائحة الحوثية، ويوحي بمدى وهنها وعجزها.
وقال عثمان لـ(الجوزاء نيوز) ” تظنّ المليشيا أن استعراضها بالأسلحة والقوة يمكنها من إحباط معنويات أفراد الجيش في تعز وإرهابهم”. مضيفًا: “غير أن العكس تمامًا هو ما يحدث، حيث أكدوا أنهم سيحيلون تلك الحشود المعتدية إلى جثثٍ هامدة، وسيغنمون أكبر قدر ممكن من معداتها”.
كيف فعلت تعز وأخواتها بالحوثيين؟
خلال سنوات الحرب الماضية، تكبدت المليشيا الحوثية خسائر بشرية مهولة، في تعز، ومأرب والجوف والضالع وشبوة، وفي ساحل تعز، وجنوبي الحديدة، وغيرها من الجبهات التي أوجعت المتمردين أيّما وجع.
مصدر مسؤول لدى الحوثيين، أكد أن أكثر من 7000 عنصر حوثي لقوا حتفهم في معارك تعز حتى نهاية عام 2019، بينهم مئات القيادات، فضلًا عن الخسائر المادية والتسليحية، سواء التى أعطبها الجيش الوطني أو تمكّن من اغتنامها.
وفي جبهات مأرب، تمزّق المشروع الانقلابي، وتطايرت جثث عشرات الآلاف من المسلحين الحوثيين، بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، فضلًا عن الخسائر الكبير في بقية جبهات القتال الفاعلة.
يقول الناشط السياسي والإعلامي فاروق السامعي حيدره، في منشورٍ على صفحته بالفيسبوك: “لو الحشود التي تم تحشيدها على تخوم تعز سألت عن مصير كل الحشود التي تم الزج بها طوال أكثر من ثمانية سنوات لهذه المدينة، أين ذهبت، لعرفت مصيرها القادم وكسرت أمر حاشديها وعادت للحياة من أجل أسرها التي ربما لن تلتقي بهم إلا جيفا على الشاصات وصور خضراء لنجعات دفعت حياتها في أفواه مستعبديها”.
فيما تسآءل مدير المركز الإعلامي لألوية العمالقة الجنوبية أصيل السقلدي “هل شاهدتم استعراض الحوثي العسكري اليوم ورأيتم كمية العتاد العسكري التي يعرضها؟.
وأضاف السقلدي: “لقد وقع في أيدينا غنيمة من عتاده أكبر مما يستعرض به اليوم خلال يوم واحد من معركة إعصار الجنوب، والأفراد كانوا اكثر مما في العرض فقتلوا وشردوا”. مشيرًا “اليوم يتفاخر الحوثي في هدنة”. ومهددًا: “دعوا الهدنة ترحل وسنعطيهم من وقتنا يوم”.
أقوى مما مضى
منذ اندلاع الحرب قبل نحو ثمان سنوات، ظلت مليشيا الحوثي تحشد الآلاف من مقاتليها، وتدفعهم ألوية وأرتالًا وكتائب، وبجانبهم أسلحة متطورة وحديثة، في حين بقيت تعز صامدة، تلقف ما يأفكون وتمزّق ما يحشدون.
لم تكتفِ المليشيا الحوثية بقصف أحياء تعز المكتظة بالساكنين، وقنص أبنائها المدنيين، بل تعمدت فرض حصار خانق على المدينة، غير أن تعز، رغم كل ذلك، بقيت صامدة، تقاوم ببسالة قلّ نظيرها.
وتؤكد الشواهد الماثلة للعيان، أن تعز اليوم أصبحت أقوى مما مضى، وأكثر استعدادًا وقدرة لردع العدوان الحوثي وهزيمته، واستكمال تحرير المحافظة، بعد أن سطرت ملاحم بطولية منذ بداية اندلاع شرارة المقاومة ضد الإماميين الجدد.
في هذا السياق، أكد متحدث محور تعز العقيد عبدالباسط البحر، أن الجيش الوطني أصبح أكثر خبرة ومهارة واستعدادًا وجهوزية من السنوات الماضية.
وقال البحر في تصريحات صحفية إن رجال تعز صمدوا أمام ترسانة من أسلحة الدولة الحديثة والنوعية والمدفعية الثقيلة والمدرعات المنهوبة من عتاد جيش الدولة السابق وأمام أكثر من 13 لواء وتشكيل عسكري مجهّز بأحدث الأسلحة والإمكانيات عندما أحاط الحوثيون بتعز من كل الجهات في أوج انتفاشتهم وتم هزيمتهم ودحرهم من معظم مديريات تعز الحيوية.
وأكد البحر أن ما ينتظر الحوثيين اليوم أشد وأقسى، حيث بات جنود الجيش الوطني أكثر خبرة ومهارة في الميدان بل وأفضل إمكانية عما كان.
مكونات متماسكة
يعتقد الناظر من بعيد، ومن خلال وسائل الإعلام، إلى المشهد والوضع داخل تعز، أن الوضع قاتم وسوداوي، وهي صورة مضللة ومزيّفة، وتشويه متعمّد، تقف خلفه ماكينة إعلامية ممولة من جهات تضمر لتعز الشر، وتهدف لشرخ الصفّ الواحد وتمزيق وحدة الأحزاب والمكونات.
ورغم ما يبدو على السطح الإعلامي من مناكفات، بين الفينة والأخرى، إلا أن تعز بمختلف مكوناتها وأحزابها تتوحّد وتتماسك وتقف صفًا واحدًا ضد المليشيا الحوثية المعتدية، حتى أن المتابع يلحظ مدى توقف الجدالات البينية عند كل هجوم للأذرع الإيرانية على الجبهات المحيطة بالمدينة.
ومنذ أسابيع، يطالب أبناء تعز بإنهاء الهدنة الأممية، ويرفضون تمديدها، جراء عدم التزام المليشيا الحوثية بتنفيذ بنودها، وامتناعها عن فتح المنافذ الرئيسية للمدينة.
كما يطالب مواطنو تعز، المجلس الرئاسي، عبر وقفات احتجاجية وتظاهرات شعبية، بدعم الجيش الوطني، مالًا وسلاحًا، والعمل بعد ذلك على تحريك كافة الجبهات واستكمال التحرير، و نفض غبار التأريخ عن المحافظة وكلّ الوطن.