“مزّقت العلم الجمهوري ونهبت المنازل”.. مليشيا الانتقالي تسيطر على شبوة بمساندة “الطيران الإماراتي”
الجوزاء نيوز – خاص
تمكنت المليشيات المدعومة من الإمارات، الأربعاء، من السيطرة على مدينة عتق مركز محافظة شبوة، عقب مساندة من الطيران الإماراتي المسيّر، الذي شنّ أكثر من 30 غارة جوية على مواقع القوات الحكومية.
وقالت مصادر محلية إن القوات الحكومية كانت قد سيطرت على معظم مدينة عتق في الساعات الأولى من فجر الأربعاء، قبل أن يأتي الطيران الإماراتي المسير ويشن أكثر من ثلاثين غارة جوية على مواقع قوات الأمن الخاصة والجيش”.
وأضافت المصادر أن الغارات الجوية التي شنها الطيران الإماراتي دفع القوات الحكومية للانسحاب من مواقعها، الأمر الذي شجّع مليشيا الانتقالي للعودة مجددًا إلى عتق.
وأوضحت أن الغارات الجوية استهدفت معسكر النجدة، قيادة محور عتق، الشرطة العسكرية، معسكر الشهداء، تبة الإرسال، معسكر اللواء 21 ميكا، نقطة مفرق نوخان، وغيرها من المواقع التي كانت تسيطر عليها القوات الحكومية، مضيفة أن الغارات خلّفت “عشرات القتلى والجرحى من القوات الحكومية، إضافة إلى ضحايا مدنيين”.
وجاءت المواجهات في أعقاب محاولة اغتيال قائد قوات الأمن الخاص العميد “عبدربه لعكب”، على يد مليشيا تسمى دفاع شبوة شكلتها الإمارات تطورت لاحقًا إلى إقالات لقائد الامن الخاص وقيادات عسكرية في الجيش وصفت بالمهينة للقوات الحكومية.
نهب المنازل
وعقب سيطرتها على عتق، دشنت مليشيات الانتقالي المدعومة إماراتيًا، عملية نهب واسعة لمنازل قيادات في القوات الحكومية.
وأظهرت صور تداولها ناشطون، مليشيا الانتقالي وهي تحمل أثاث من منزل قائد القوات الخاصة المقال، عبدربه لعكب، وقد نهبته وعبثت بمحتوياته.
ووفق مصادر أمنية، فإن عملية النهب التي نفذتها مليشيا الانتقالي، لم تقتصر على منازل القيادات الحكومية، بل طالت حتى منازل مواطنين.
تدنيس وتمزيق العلم الوطني
كان من أول الأعمال التي سارعت مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيًا إلى تنفيذه، هو تمزيق وتدنيس العلم الجمهوري، بعد أن أنزلته من المرافق الحكومية وشوراع مدينة عتق، ورفعت بدلًا عنه علم الانفصال.
وتداول سياسيون وصحفيون مقاطع فيديو متعددة، ظهرت فيها مليشيا الانتقالي وهي تدوس على العلم بأقدامها، وتطلق عليه الرصاص، وتعمل على تمزيقه.
الدبلوماسي اليمني السابق، مصطفى أحمد نعمان، نشر مقطع
فيديو يظهر فيه أحد مسلحي الانتقالي يطلق النار على علم الجمهورية ويقوم بتمزيقة.
وكان نعمان أحد أعضاء هيئة التشاور والمصالحة التابعة للمجلس الرئاسي، لكنه انسحب من الهيئة نظرًا لكبر عُمره الذي لا يمنحه الاستمرار في لعب أي دور لا يتسق مع إرثه وضميره وقناعاته، كما جاء في إعلان انسحابه.
وعلق نعمان على فيديو تمزيق العلم، قائلًا: “هذا الفيديو يجب اضافته الى مصفوفة الانجازات التي يصدرها مؤيدو الشرعية الدستورية اسبوعيا”.
وتابع “هنيئا لهم عودة شبوة الى حضن الدولة كما عادت عمران قبلها.. والتهنئة للمجلس الثماني على ادائه وحزمه ويقظته وحمايته لسيادة البلاد وكرامتها”.
ماذا قالت المقاومة الشعبية..؟
من جانبه، أكد مجلس المقاومة الشعبية في محافظة شبوة أن المقاومة لن تتخلى عن دورها في مقاومة مشاريع الإذلال والتركيع التي يتعرض لها الشعب اليمني في شبوة وفي غيرها من المحافظات اليمنية.
وأشارت المقاومة إلى تمسكها الثابت والمبدئي بتوجيه السلاح نحو العدو الأول لليمن، ممثلاً في ميلشيا الحوثي المدعومة من ايران.
كما دعت المقاومة الشعبية لمحافظة شبوة “كافة القوى الوطنية المخلصة وكل يمني غيور في مواقع المسؤولية التنفيذية والبرلمانية والشوروية والعسكرية والأمنية الى التحرك لمواجهة التداعيات الخطيرة للانقلاب الكامل الأركان في شبوة والذي يتكرر على ذات الصورة المأساوية التي نفذت بها انقلابات عدن وأبين و سقطرى”.
وعبرت المقاومة عن استيائها مما وصفته الإجراءات الترقيعية المخلة من جانب مجلس القيادة الرئاسي، إزاء الوضع الخطير في محافظة شبوة.
شرعنة للمليشيا
فيما، اعتبر نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية السابق أحمد الميسري الأربعاء، ما يحدث في شبوة، شرعنة للمليشيا ودفع الشرعية إلى خارج مؤسسات الدولة.
وقال “الميسري” في بيان بثته قناة المهرية، إن المخطط التآمري الإماراتي الذي سقط في شبوة عام 2019، عاد ليستهدف المحافظة من جديد وبنفس التوقيت”. متهمًا مجلس القيادة الرئاسي بشرعنة قصف الطيران الإماراتي لوحدات الجيش والأمن في محافظة شبوة.
خطاب مخيّب للآمال
وبدوره، ظهر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، بخطاب مخيب للآمال، ويظهر انحيازًا لجانب مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيًا، لافتًا إلى أنه قام بمسؤولياته الدستورية للإستجابة السريعة لمعالجة الأوضاع العسكرية بمدينة عتق بمحافظة شبوة.
وقال العليمي: لقد بادرنا بموجب مسئوليتنا الدستورية الى الاستجابة السريعة وقطع دابر الفتنة ومحاسبة المسؤولين عنها ودعم رمز الدولة وهيبتها الممثلة بالسلطة المحلية وقيادتها في سبيل وقف نزيف الدم وانفاذ إرادة الدولة حيث اتخذنا جملة من الإجراءات منها، اقالة بعض القادة في المحافظة إضافة الى تعليمات أخرى لتطبيع الأوضاع بما في ذلك تشكيل لجنة برئاسة وزير الدفاع وعضوية وزير الداخلية وخمسة من أعضاء اللجنة الامنية العسكرية المشتركة وفقا لإعلان نقل السلطة”.
وأضاف أن اللجنة التي تم تكليفها ستقوم بتقصي الحقائق ومعرفة الأسباب التي أدت الى ازهاق الأرواح من المواطنين في محافظة شبوة العزيزة، وتحديد مسئولية السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية ودورها في تلك الاحداث ورفع النتائج الى مجلس القيادة الرئاسي لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.
وتوعد بأنه سيكون عاملا من عوامل الشراكة والتوافق ورفض الاقصاء او الانتقام، وعدم القبول بتوجيه السلاح الى الرفاق والشركاء في معركة استعادة الدولة والنظام الجمهوري، لافتًا إلى أنه سيعمل على توحيد كافة الوحدات العسكرية والأمنية وتكاملها تحت مسئولية وزارتي الدفاع والداخلية، كونه الطريق الامثل لتحقيق الأهداف التي تم انشاء المجلس من اجلها.
في حين تجاهل الرئيس العليمي الحديث عن استهداف الطيران الإماراتي المسير لمواقع القوات الحكومية بأكثر من ثلاثين غارة جوية.
سيناريو سقوط عمران
يؤكد مراقبون يمنيون أن سقوط مدينة عتق بشبوة بيد القوات المدعومة إماراتيًا، يشبه إلى حد كبير ظروف سقوط محافظة عمران بيد مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
ووصف المراقبون، قائد القوات الخاصة المقال العميد لعكب، الذي فقد قدمه وجزء من يده، وهو يقاتل المليشيات الحوثية، بأنه قشيبي شبوة، متذكرين شهيد الجمهورية العميد “حميد القشيبي” قائد اللواء 310، الذي واجه مليشيا الحوثي في عمران، في ظل صمت مخزٍ وخذلان وتآمر من سلطات الدولة حينها، وظل يقاوم حتى ارتقى شهيدًا، وتمكنت المليشيا بعد استشهاده من العبور وصولًا إلى إسقاط صنعاء وبقية المحافظات.