“انقلاب جديد”.. مليشيا الانتقالي تصعّد عسكريًا في “أبين” عقب أيام من سيطرتها على شبوة
الجوزاء نيوز – خاص
أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من إماراتيًا، الاثنين، إطلاق عملية عسكرية ضد القوات الحكومية في أبين، بهدف السيطرة على المحافظة، بعد نحو أسبوعين من إسقاط محافظة شبوة.
وقال بيان صادر عن الانتقالي، نشرته وسائل إعلام تابعة للمجلس، إن العملية التي تحمل اسم “سهام الشرق” تهدف لتأمين تحركات مليشيات الانتقالي بين عدن ومحافظات شبوة وحضرموت والمهرة.
وأضاف البيان أن العملية التي ستقوم بها مليشيا الانتقالي في محور أبين تأتي تنفيذاً لتوجيهات عيدروس الزبيدي، الذي وصفته بأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، والذي يعمل عضوا في مجلس القيادة الرئاسي.
وتداول ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي وثيقة موجهة من رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي إلى وزير الدفاع والمنطقة العسكرية الرابعة ومحافظ أبين وقائد محور أبين وقائد العمليات المشتركة في المحافظة لتنفيذ العملية في المحافظة.
فيما أكد خبراء عسكريون أن العملية العسكرية التي أطلقها الانتقالي تهدف للسيطرة على مواقع القوات الحكومية في شقرة وقرن الكلاسي، بعد فشل في السيطرة عليها خلال مواجهات سابقة، وهي المناطق التي سبق وأن شهدت مواجهات عنيفة بينها وبين قوات الجيش وفشلت في السيطرة عليها.
موقف العليمي
مصادر حكومية أكدت أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي المتواجد حاليا في السعودية “يرفض هذه العملية”، مؤكدة أن رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي، استغل غياب العليمي لشرعنة هذه العملية التي تستهدف إسقاط أبين وأفراغها من القوات الحكومية.
وتداول ناشطون ووسائل إعلام محلية، وثيقة صادرة عن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، إلى الزبيدي تأمره بوقف العملية العسكرية، وإعادة تموضع القوات في أبين وفقا لاتفاق الرياض وإعلان نقل السلطة، وجمع المعلومات عن الجماعات الإرهابية والتنسيق مع العمليات المشتركة للتحالف لتنفيذ العملية.
ورغم توجيهات رئيس مجلس القيادة، إلا أن متابعون يتوقعون أن مليشيا الانتقالي ستمضي في تمردها ومواجهتها للقوات الحكومية، وهو ما يعني أن الأذرع الإماراتية ستمضي في التصعيد وصولًا إلى تنفيذ انقلاب على المجلس الرئاسي التوافقي.
يافطة مفضوحة
وتعّمد المجلس الانتقالي المدعوم من أبو ظبي، الترويج، على وسائل إعلامه وصفحات ناشطيه، بأن عمليته تهدف لمكافحة الإرهاب، وذلك في محاولة للتضليل على حقيقة أن الحملة تستهدف القوات الحكومية في أبين.
وقال علي الكثيري الناطق باسم المجلس الانتقالي إن العملية تهدف لمكافحة الإرهاب في أبين، لافتًا إلى أنها تستهدف القوى التي تحاول الزج في الجنوب بالفوضى، حسب زعمه.
وفي حين روج الانتقالي أن العملية تستهدف الإرهاب، كثّف في ذات الوقت، عبر وسائل إعلامه، التحريض ضد مدير أمن محافظة أبين ابو مشعل الكازمي، وقائد قوات الأمن الخاصة محمد العوبان، وأركان محور أبين لؤي الزامكي، وقادة ألوية الجيش الوطني في المحافظة.
واعتبر مراقبون إعلان هذه العملية، بمثابة انقلاب على التوافق، من شأنه أن ينسف إعلان نقل السلطة، كما اعتبروه تمردًا على توجيهات رئيس المجلس الرئاسي.
نفس المبررات الحوثية
وبدورهم، أكد نشطاء وصحفيون أن المبررات التي يروجها المجلس الانتقالي بشأن الحملة العسكرية على أبين، مستنسخة من خطابات قيادة المليشيا الحوثية التي تطلقها لتبرير جرائمها ضد اليمنيين، والتي استخدمتها لإسقاط المحافظات من قبل.
الناشط الإعلامي عبدالجبار نعمان، قال في منشورٍ على صفحته بالفيسبوك، إن “مبرر الانتقالي في السيطرة على محافظة أبين، أشبه بمبرر الحوثي حين كان يجتاح المحافظات اليمنية ” محاربة الدواعش”.
وأضاف نعمان، هناك وزارتي دفاع وداخلية وهما جهتا الاختصاص الوحيد بإطلاق الحملات العسكرية لمحاربة العناصر الإرهابية.
وأكد نعمان، أن “الانتقالي يمضي في دق المسمار الأخير في جسد المجلس الرئاسي، الذي جاء الى العلن تحت مسمى التوافق والشراكة، لكن الواقع يقول غير ذلك”.
انقلاب مكتمل
من جانبه، قال الباحث عبدالسلام محمد، واصفًا ما جرى في شبوة وحاليًا في أبين، بقوله: إن “الانتقالى يمضي بنفس طريقة الحوثيين يقتطعون لقمة كبيرة ثم يتبعونها بلقم متعددة، فإذا فاوض يفاوض في بقايا اللقم، ويمكث بضعة أشهر في إكمال بلع اللقمة الكبيرة، وإن لم يفاوضه أحد أكمل الوجبة كلها في وقت واحد وإن كانت اللقمة الواحدة أكبر من فمه!”.
فيما وصف الإعلامي فؤاد احمد سيف، العملية العسكرية التي أطلقها الانتقالي بأنها “إنقلاب مكتمل الأركان على مجلس القيادة الرئاسي من قبل عيدروس الزبيدي والمحرمي وبتوجيهات اماراتية”.
وأضاف: “زعيم الإنتقالي يوجه مليشياته للإعتداء على الجيش ومؤسسات الدولة في أبين، في تمرد واضح على توجيهات رئيس المجلس الرئاسي، القائد الاعلى للقوات المسلحة”. مشيرًا إلى أن “التحشيد المسلح والتحرك المناطقي باتجاه أبين له مخاطره على النسيج المجتمعي لأبناء الجنوب، وخوفا من معارك وثارات إنتقامية سيكون نتائجها كارثية”. متمنيًا “إيقاف هذه الثارات والتي لن يستفيد منها غير الحوثيين”.
هاشم الكوري، قال في منشور على صفحته بالفيسبوك: “ما يجري الآن في شبوة وأبين والجنوب عامة من تمردات وغزوات وعمليات توسع بدعوى محاربة الإرهاب والإخوان هي ذات السيناريوهات التي سلكلها الحوثي من قبل، وبموجبها قضى على الدولة والجمهورية، والتهم المحافظات الواحدة تلو الأخرى”.
وأضاف الكوري: “واليوم الانفصالي يستكمل ما بدأه الحوثي، مما يدل على أن المُخرِج واحد، والمخطط واحد”.
وكانت مليشيات الانتقالي قد سيطرت في العاشر من أغسطس الجاري على مدينة عتق مركز محافظة شبوة، بإسناد من الطيران الإماراتي، الذي استهدف مواقع القوات الحكومية بعشرات الغارات، مخلفًا عشرات الشهداء والجرحى.
وعقب سيطرتها على عتق، أخذت المليشيا المدعومة إماراتيًا تتوسع باتجاه الخط العبر الدولي، الرابط بين اليمن والسعودية، وباتجاه وادي حضرموت، ضمن مخطط يستهدف إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من الوادي، بحسب مصادر عسكرية.
ووفق مراقبين، فإن مليشيا الانتقالي الانفصالية، تنفّذ أجندة تتضمن فرض واقع عسكري جديد، بهدف السيطرة على المحافظات الجنوبية، بإسناد من الطيران الإماراتي الذي يستهدف القوات الحكومية كما حصل في شبوة، مع الاستمرار في إحلال المليشيات مكان القوات الحكومية، كخطوات استباقية لتمزيق اليمن.