الحوثيون .. استهداف ممنهج للمساجد من التفجير إلى منع الصلاة

أصوات المآذن الصداحة بتلاوات صلاة التراويح في رمضان كانت إحدى الجماليات التي تضفي على صنعاء نكهة خاصة في رمضان بحسب خليل الأمير.
الآن تخفت أصوات المآذن كل يوم في صنعاء وأصبح دورها مقتصرا فقط على إيصال صوت الأذان للصلاة، فتوجيهات الحوثيين قضت بمنع نقل صلاة التراويح أو الخواطر التوعوية عبر المكبرات لأسباب خفية.
يقول خليل: “صحيح أن مكبرات الصوت ليست دينا، لكن منعها يجعل الناس يشعرون أن عقيدتهم مستهدفة خصوصا، في ظل الاستهداف الواضح للمساجد من قبل الحوثيين”.
ويضيف: “صلاة التراويح التي كانت تصدح بها مآذن صنعاء كانت تمثل حياة للعاصمة، وتعطي نكهة أخرى لرمضان وتشعرنا فعلا أننا نعيش رمضان فعلا، لكن الآن رمضان أبكم وأصم”.
أوامر منع
وأصدرت مليشيا الحوثي تعميما على أئمة المساجد في صنعاء بإغلاق مكبرات الصوت خلال صلاة التراويح. وحذرت في تعميم صادر عن وزارة الأوقاف في حكومة الإنقلابيين الغير معترف بها من مخالفة التوجيهات وأنه سيعرض القائمين على المساجد للعقوبة.
وأكد أئمة مساجد في صنعاء أنهم وقعوا تعهدات بإيقاف أصوات المكبرات أثناء صلاة التراويح، وإيقاف الخواطر الرمضانية التوعوية التي كانت تتم بين الصلوات في المساجد.
وتحدثت مصادر في صنعاء أن أحد القيادات التابعة للمليشيا الانقلابية ويدعى عباس الشامي منع إقامة صلاه التراويح في جامع “الصراف” دار سلم، بينما تم منع رفع الصلاة عبر المكبرات في جامع الخاوي وكذلك جامع حفصة الذي كان يشرف عليه محمد العامري وتم فرض خطيب وإمام تابع للجماعة رغم ممانعة صاحب الوقف.
صنعاء المقهورة
خالد الرويشان – وزير الثقافة الأسبق والكاتب والأديب المعروف – كتب عن حالة أحد جوامع صنعاء بعد منع المليشيا الانقلابية لصلاة التراويح فيه قائلا: صنعاء المقهورة! .. هكذا أصبح جامع سابحة بلا مصلّين! وبلا تراويح! .. لا يهتم الحوثيون بمن يحضر أو لا يحضر! الأهم لديهم هو منع صلاة التراويح!.
ويضيف: ” الأهم هو أن يرفعوا شعار الموت لأمريكا فوق المحراب .. الجامع ليس ملكًا للدولة حتى يتم احتلاله! هذا بناه سابحة التاجر الشهير .. لم يفعل أي يمني هذا الجُرْم في التاريخ .. أن يحتل مسجدًا لمواطن بالقوّة ..وأن يرفع شعاره السياسي عنوةً على محراب المسجد”.
وفي منشور آخر له نشر خالد الرويشان صورة ليمنيين وهم يملئون مسجد معاذ بن جبل بميتشجن ديترويت بأمريكا أثناء صلاة التراويح معلقا بالقول: “في صنعاء بلاد معاذ بن جبل مايزال بعض أئمّة المساجد في السجون بسبب صلاة التراويح”.
رصاص واعتقال
وإذا كانت المليشيا الانقلابية منعت مكبرات الصوت عن التراويح في صنعاء، ففي خارج صنعاء لم تكتف بمنع المكبرات بل اعتقلت أئمة مساجد بجريرة أداء صلاة التراويح.
وقال: علي الفقه – صحفي – “المليشيا الإنقلابية لم يمنعوا التراويح في صنعاء فقط، ولكن نزلوا إلى قرانا في أقصى المرتفعات الغربية لليمن (ريمة) ليمنعوا التراويح، واختطفوا ابن خالي الأستاذ إبراهيم الزبير إمام وخطيب الجامع الرئيسي في مركز مديرية بلاد الطعام”.
وفي محافظة عمران أقدمت المليشيا الانقلابية على إطلاق النار لتفريق مصلين في أحد مساجد مديرية العشة، بمديرية ثلا في محافظة عمران، بعد رفض المصلين الانصياع للمليشيا، في حين وجهت بإغلاق مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح في عدد من مساجد مديرية ثلاء.
إستهداف ممنهج
وفيما تتزايد انتهاكات الحوثيين للمساجد كلما استمرت في انقلابها، يرى مراقبون أن منع الحوثيين لصلاة التراويح وإيقاف مكبرات الصوت تأتي في سياق الاستهداف الإيراني الممنهج لعقيدة المجتمع اليمني.
وأكدوا أن مليشيا الحوثي تنظر للمسجد باعتباره عائقا أمام مرور مشروعها الطائفي الدخيل على المجتمع اليمني المتأثر بملالي طهران، وهو الأمر الذي دفعهم لاستهداف المساجد منذ أول وهلة لانطلاقهم من صعدة.
وبحسب إحصائية لوزارة الأوقاف فإن مليشيا الحوثي فجرت 300 مسجداً و 24 تعرضت لأضرار بالغة، فيما حولت 146 مسجداً إلى ثكنات عسكرية.
ورصد تقرير لبرنامج التواصل مع علماء اليمن أن الحوثيين انتهكوا حرمة نحو 750 مسجدا، واختطفوا 150 من الأئمة والخطباء، وتوزعت الانتهاكات بين التفجير الكلي والقصف بالسلاح الثقيل ونهب المحتويات، إضافة إلى تحويل بعض المساجد إلى مجالس لتعاطي القات، وأخرى استخدمت كثكنات عسكرية.
ووثق التقرير ما ارتكبه الحوثيون طوال أربع سنوات، منذ حربهم على منطقة دماج بمحافظة صعدة عام 2013، وحتى نهاية عام 2016، وكان لأمانة العاصمة صنعاء النصيب الأكبر منها بواقع 282 مسجدا، تليها محافظة صعدة بواقع 115 مسجدا.
هدف ديني
وفي تصريحات سابقة له أكد وزير الأوقاف أحمد عطية أن أول عمل قامت به جماعة الحوثي في دماج بمحافظة صعدة هو تفجير المسجد، وكان ذلك باكورة العمل ضد بيوت الله، واستمر ذلك تباعا، وقال إن هدفهم “كان دينيا خالصا لتغليب مذهب وسلالة وطائفة معينة على كل الأراضي اليمنية”.
واعتبر أن انتهاك الحوثيين بيوت الله يعد عملا إجراميا بكل المقاييس، ودعا المنظمات الدولية للنظر إلى هذا الأمر نظرة جادة، “فنحن أمام جماعة لا تُقيم للمقدسات أي اعتبار”، وقصفوا المساجد وكان المصلون داخلها، كما حدث مؤخراً في مسجد كوفل بمحافظة مأرب.
- الصورة لمسجد سابحة في صنعاء بعد منع الحوثيين لصلاة التراويح فيه (متابعات)
“سبتمبر نت” فؤاد رزق
للاشتراك في موقع الجوزاء نيوز في قناتنا على التليجرام من خلال الرابط التالي
t.me/aljwzanews
أصوات المآذن الصداحة بتلاوات صلاة التراويح في رمضان كانت إحدى الجماليات التي تضفي على صنعاء نكهة خاصة في رمضان بحسب خليل الأمير.
الآن تخفت أصوات المآذن كل يوم في صنعاء وأصبح دورها مقتصرا فقط على إيصال صوت الأذان للصلاة، فتوجيهات الحوثيين قضت بمنع نقل صلاة التراويح أو الخواطر التوعوية عبر المكبرات لأسباب خفية.
يقول خليل: “صحيح أن مكبرات الصوت ليست دينا، لكن منعها يجعل الناس يشعرون أن عقيدتهم مستهدفة خصوصا، في ظل الاستهداف الواضح للمساجد من قبل الحوثيين”.
ويضيف: “صلاة التراويح التي كانت تصدح بها مآذن صنعاء كانت تمثل حياة للعاصمة، وتعطي نكهة أخرى لرمضان وتشعرنا فعلا أننا نعيش رمضان فعلا، لكن الآن رمضان أبكم وأصم”.
أوامر منع
وأصدرت مليشيا الحوثي تعميما على أئمة المساجد في صنعاء بإغلاق مكبرات الصوت خلال صلاة التراويح. وحذرت في تعميم صادر عن وزارة الأوقاف في حكومة الإنقلابيين الغير معترف بها من مخالفة التوجيهات وأنه سيعرض القائمين على المساجد للعقوبة.
وأكد أئمة مساجد في صنعاء أنهم وقعوا تعهدات بإيقاف أصوات المكبرات أثناء صلاة التراويح، وإيقاف الخواطر الرمضانية التوعوية التي كانت تتم بين الصلوات في المساجد.
وتحدثت مصادر في صنعاء أن أحد القيادات التابعة للمليشيا الانقلابية ويدعى عباس الشامي منع إقامة صلاه التراويح في جامع “الصراف” دار سلم، بينما تم منع رفع الصلاة عبر المكبرات في جامع الخاوي وكذلك جامع حفصة الذي كان يشرف عليه محمد العامري وتم فرض خطيب وإمام تابع للجماعة رغم ممانعة صاحب الوقف.
صنعاء المقهورة
خالد الرويشان – وزير الثقافة الأسبق والكاتب والأديب المعروف – كتب عن حالة أحد جوامع صنعاء بعد منع المليشيا الانقلابية لصلاة التراويح فيه قائلا: صنعاء المقهورة! .. هكذا أصبح جامع سابحة بلا مصلّين! وبلا تراويح! .. لا يهتم الحوثيون بمن يحضر أو لا يحضر! الأهم لديهم هو منع صلاة التراويح!.
ويضيف: ” الأهم هو أن يرفعوا شعار الموت لأمريكا فوق المحراب .. الجامع ليس ملكًا للدولة حتى يتم احتلاله! هذا بناه سابحة التاجر الشهير .. لم يفعل أي يمني هذا الجُرْم في التاريخ .. أن يحتل مسجدًا لمواطن بالقوّة ..وأن يرفع شعاره السياسي عنوةً على محراب المسجد”.
وفي منشور آخر له نشر خالد الرويشان صورة ليمنيين وهم يملئون مسجد معاذ بن جبل بميتشجن ديترويت بأمريكا أثناء صلاة التراويح معلقا بالقول: “في صنعاء بلاد معاذ بن جبل مايزال بعض أئمّة المساجد في السجون بسبب صلاة التراويح”.
رصاص واعتقال
وإذا كانت المليشيا الانقلابية منعت مكبرات الصوت عن التراويح في صنعاء، ففي خارج صنعاء لم تكتف بمنع المكبرات بل اعتقلت أئمة مساجد بجريرة أداء صلاة التراويح.
وقال: علي الفقه – صحفي – “المليشيا الإنقلابية لم يمنعوا التراويح في صنعاء فقط، ولكن نزلوا إلى قرانا في أقصى المرتفعات الغربية لليمن (ريمة) ليمنعوا التراويح، واختطفوا ابن خالي الأستاذ إبراهيم الزبير إمام وخطيب الجامع الرئيسي في مركز مديرية بلاد الطعام”.
وفي محافظة عمران أقدمت المليشيا الانقلابية على إطلاق النار لتفريق مصلين في أحد مساجد مديرية العشة، بمديرية ثلا في محافظة عمران، بعد رفض المصلين الانصياع للمليشيا، في حين وجهت بإغلاق مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح في عدد من مساجد مديرية ثلاء.
إستهداف ممنهج
وفيما تتزايد انتهاكات الحوثيين للمساجد كلما استمرت في انقلابها، يرى مراقبون أن منع الحوثيين لصلاة التراويح وإيقاف مكبرات الصوت تأتي في سياق الاستهداف الإيراني الممنهج لعقيدة المجتمع اليمني.
وأكدوا أن مليشيا الحوثي تنظر للمسجد باعتباره عائقا أمام مرور مشروعها الطائفي الدخيل على المجتمع اليمني المتأثر بملالي طهران، وهو الأمر الذي دفعهم لاستهداف المساجد منذ أول وهلة لانطلاقهم من صعدة.
وبحسب إحصائية لوزارة الأوقاف فإن مليشيا الحوثي فجرت 300 مسجداً و 24 تعرضت لأضرار بالغة، فيما حولت 146 مسجداً إلى ثكنات عسكرية.
ورصد تقرير لبرنامج التواصل مع علماء اليمن أن الحوثيين انتهكوا حرمة نحو 750 مسجدا، واختطفوا 150 من الأئمة والخطباء، وتوزعت الانتهاكات بين التفجير الكلي والقصف بالسلاح الثقيل ونهب المحتويات، إضافة إلى تحويل بعض المساجد إلى مجالس لتعاطي القات، وأخرى استخدمت كثكنات عسكرية.
ووثق التقرير ما ارتكبه الحوثيون طوال أربع سنوات، منذ حربهم على منطقة دماج بمحافظة صعدة عام 2013، وحتى نهاية عام 2016، وكان لأمانة العاصمة صنعاء النصيب الأكبر منها بواقع 282 مسجدا، تليها محافظة صعدة بواقع 115 مسجدا.
هدف ديني
وفي تصريحات سابقة له أكد وزير الأوقاف أحمد عطية أن أول عمل قامت به جماعة الحوثي في دماج بمحافظة صعدة هو تفجير المسجد، وكان ذلك باكورة العمل ضد بيوت الله، واستمر ذلك تباعا، وقال إن هدفهم “كان دينيا خالصا لتغليب مذهب وسلالة وطائفة معينة على كل الأراضي اليمنية”.
واعتبر أن انتهاك الحوثيين بيوت الله يعد عملا إجراميا بكل المقاييس، ودعا المنظمات الدولية للنظر إلى هذا الأمر نظرة جادة، “فنحن أمام جماعة لا تُقيم للمقدسات أي اعتبار”، وقصفوا المساجد وكان المصلون داخلها، كما حدث مؤخراً في مسجد كوفل بمحافظة مأرب.
- الصورة لمسجد سابحة في صنعاء بعد منع الحوثيين لصلاة التراويح فيه (متابعات)
“سبتمبر نت” فؤاد رزق
للاشتراك في موقع الجوزاء نيوز في قناتنا على التليجرام من خلال الرابط التالي