” بن دغر ” بين الامس واليوم
" بن دغر " بين الامس واليوم ——————————- بقلم / سيف محمد الحاضري ——————————— بن دغر: أدعو لتحالف وطني يكون في أساسه حزبا المؤتمر والإصلاح وكل أحزاب الجمهورية والوحدة ————————————— بعد عام من تولي بن دغر رئاسة الحكومة التقيت به في معاشيق على وجبة إفطار ودار نقاش كثير، حتى وصل الحديث عن الأحزاب، فقلت له: يا دكتور أحمد يا دولة رئيس الوزراء، أنت رجل حزبي وسياسي عريق، لماذا لا تستدعي ممثلي الأحزاب السياسية في عدن وخاصة المؤتمر والإصلاح والاشتراكي، وتدفع بتحريك عجلة الحياة السياسية لتملأ الفراغ الذي تستثمره جماعات العنف والتمرد.. لم يستحسن الفكرة حينها.. كررت له، من خلال رسائل، أن يجعل من عدن منطلق التلاحم للقوى السياسية لمواجهة التحديات، وأن يجعل ذلك من أولويات أهدافه، بدلاً من أن يزدحم برنامج مقابلاته اليومية بالجمعيات والمكونات والأندية والنقابات "الجنوبية" فهو رئيس وزراء الجمهورية اليمنية.. لم يتقبل بن دغر ذلك، وبدلاً من أن يتقبل النصح ذهب إلى أخذ موقف أنني أتهمته بالمناطقية، رغم أن بن دغر لا يحتاج إلى اتهام، فقد كان يعلنها يومياً من خلال وكالة "سبأ" للأنباء وبوقة الإعلاميين التابعة له من خلال اجتماعاته ولقاءاته وتوجيهاته واهتماماته بالمناطق الجنوبية، بأنه مناطقي وعنصري متجذر، حتى على مستوى صرف المرتبات كان بن دغر أول من أغرق الحكومة في سياسة التمييز أو المواطنة الغير متساوية.. كانت مرتبات المحافظات الجنوبية ومازالت تلك البذرة السيئة متجذرة حتى اليوم تصرف بانتظام للقطاع المدني الجنوبي، والقطاع العسكري الجنوبي، حتى على مستوى المتقاعدين الجنوبيين، فيما المحافظات المحررة الشمالية مستثناة.. وفِي حالة الضغط عليه كان يجد نفسه مكرهاً بصرف راتب شهر أو شهرين لموظفي محافظات تعز ومأرب والجوف والبيضاء.. أما حكاية النازحين من صنعاء وغيرها من المحافظات المحررة، فقد مارس بن دغر حيالهم قمة التمييز المناطقي، فمن كان موظفاً في صنعاء من أبناء المحافظات الجنوبية ونزح إلى عدن يتم التوجيه بصرف مرتباتهم من دواوين الوزارات الموازية بعدن، وإن كان من أبناء الشمال، فعليه أن يذهب لمكتب المالية ليبدأ مشوار الإذلال الأسوأ في تاريخ موظفي الجمهورية.. وعن النازحين من النشطاء السياسيين للأحزاب، فحدثوا ولا حرج عّن بدعة " بن دغر"، فقد استقبل "بن دغر" نشطاء المؤتمر الشعبي العام دون غيرهم، فكانت الفنادق الفاخرة على ساحل أبين سكناً لهم، وكان حظهم دون غيرهم مئات القرارات الحكومية، تجسيداً لمقولته التي قالها في أحد حواراته الصحفية: من واجب الحكومة أن تتكفل بحياة كريمة للنازحين والهاربين من ملاحقات الإنقلاب الحوثي بعد أحداث الـ ٢ من ديسمبر.. ذاتها العنصرية الحزبية ديدنه.. "بن دغر" الذي ينادي اليوم إلى الوحدة والاصطفاف والتقارب بين الإصلاح والمؤتمر، هو ذاته "بن دغر" الذي رفض اللقاء بقيادة حزب الإصلاح في عدن.. وهو نفسة الذي رفض اللقاء بالمكونات السياسية في عدن، وتعز، ولحج وأبين، و اكتفى باللقاء بالمكونات الميليشاوية، في عدن ولحج والضالع.. "بن دغر" الذي كان يعلن أهمية تفعيل مؤسسات الدولة وخاصة الأمنية والعسكرية، هو "بن دغر" الذي كان يتنقل بين المحافظات تحت حراسة وحماية الحزام الأمني. "بن دغر" اليوم يتحدث بخطاب واقعي أو- إن جاز التعبير- يتقمص خطاباً تريده وتحتاجه القوى السياسية وتتعطش البلاد لمثل هذا الخطاب الجامع واقعاً تعيشه، لكني أقولها إن هذا الخطاب الذي يتقمصه " بن دغر " يهدف منه إلى تقديم نفسه للقوى السياسية كرجل مرحلة يمكن التوافق علية لقيادة الحكومة القادمة إن جاءت.. "بن دغر" بعد أن أقصى وزراء الإصلاح من الحكومة يسعى لخطب ود الإصلاح، وبعد أن كان يرفض توجيهات نائب رئيس الجمهورية يخطب اليوم وده، تلك آليات الانتهازية لعقلية السياسي "بن دغر". وأكتفي بترديد المثل الصنعاني "أللي ما يجي مع الحريوة ما يجي بعدها".. قد كنت رئيس حكومة وكان بإمكانك إصلاح الكثير، لكن " إن الله لا يصلح عمل المفسدين"، ومهما حاولت اليوم أن تظهر بثوب ملاك، فلن يعيرك أحد انتباهاً وهو يعرف مدى تلونك وقدرتك على التقلب والانتهازية السياسية التي تستوطن ذاتك ولا تستطيع الفكاك منها، فقد جبلت عليها ورضعتها عبر تاريخ من الحرباوية الفضيعة.. ثوب الناسك الآن لا يشفع لك وقد جعلت من وطن ثلاثين مليون نسمة حكراً عليك وثلتك الهزيلة لتجد نفسك اليوم في وحشة من أنك لا تستطيع التسلق ثانية.. وقد قيل في المثل الشعبي " من تغدى بكذبة ما تعشى بها"..
” بن دغر ” بين الامس واليوم
——————————-
بقلم / سيف محمد الحاضري
———————————
بن دغر: أدعو لتحالف وطني يكون في أساسه حزبا المؤتمر والإصلاح وكل أحزاب الجمهورية والوحدة
—————————————
بعد عام من تولي بن دغر رئاسة الحكومة التقيت به في معاشيق على وجبة إفطار ودار نقاش كثير، حتى وصل الحديث عن الأحزاب، فقلت له: يا دكتور أحمد يا دولة رئيس الوزراء، أنت رجل حزبي وسياسي عريق، لماذا لا تستدعي ممثلي الأحزاب السياسية في عدن وخاصة المؤتمر والإصلاح والاشتراكي، وتدفع بتحريك عجلة الحياة السياسية لتملأ الفراغ الذي تستثمره جماعات العنف والتمرد..
لم يستحسن الفكرة حينها.. كررت له، من خلال رسائل، أن يجعل من عدن منطلق التلاحم للقوى السياسية لمواجهة التحديات، وأن يجعل ذلك من أولويات أهدافه، بدلاً من أن يزدحم برنامج مقابلاته اليومية بالجمعيات والمكونات والأندية والنقابات “الجنوبية” فهو رئيس وزراء الجمهورية اليمنية..
لم يتقبل بن دغر ذلك، وبدلاً من أن يتقبل النصح ذهب إلى أخذ موقف أنني أتهمته بالمناطقية، رغم أن بن دغر لا يحتاج إلى اتهام، فقد كان يعلنها يومياً من خلال وكالة “سبأ” للأنباء وبوقة الإعلاميين التابعة له من خلال اجتماعاته ولقاءاته وتوجيهاته واهتماماته بالمناطق الجنوبية، بأنه مناطقي وعنصري متجذر، حتى على مستوى صرف المرتبات كان بن دغر أول من أغرق الحكومة في سياسة التمييز أو المواطنة الغير متساوية..
كانت مرتبات المحافظات الجنوبية ومازالت تلك البذرة السيئة متجذرة حتى اليوم تصرف بانتظام
للقطاع المدني الجنوبي، والقطاع العسكري الجنوبي، حتى على مستوى المتقاعدين الجنوبيين، فيما المحافظات المحررة الشمالية مستثناة.. وفِي حالة الضغط عليه كان يجد نفسه مكرهاً بصرف راتب شهر أو شهرين لموظفي محافظات تعز ومأرب والجوف والبيضاء..
أما حكاية النازحين من صنعاء وغيرها من المحافظات المحررة، فقد مارس بن دغر حيالهم قمة التمييز المناطقي، فمن كان موظفاً في صنعاء من أبناء المحافظات الجنوبية ونزح إلى عدن يتم التوجيه بصرف مرتباتهم من دواوين الوزارات الموازية بعدن، وإن كان من أبناء الشمال، فعليه أن يذهب لمكتب المالية ليبدأ مشوار الإذلال الأسوأ في تاريخ موظفي الجمهورية..
وعن النازحين من النشطاء السياسيين للأحزاب، فحدثوا ولا حرج عّن بدعة ” بن دغر”، فقد استقبل “بن دغر” نشطاء المؤتمر الشعبي العام دون غيرهم، فكانت الفنادق الفاخرة على ساحل أبين سكناً لهم، وكان حظهم دون غيرهم مئات القرارات الحكومية، تجسيداً لمقولته التي قالها في أحد حواراته الصحفية:
من واجب الحكومة أن تتكفل بحياة كريمة للنازحين والهاربين من ملاحقات الإنقلاب الحوثي بعد أحداث الـ ٢ من ديسمبر..
ذاتها العنصرية الحزبية ديدنه..
“بن دغر” الذي ينادي اليوم إلى الوحدة والاصطفاف والتقارب بين الإصلاح والمؤتمر، هو ذاته “بن دغر” الذي رفض اللقاء بقيادة حزب الإصلاح في عدن.. وهو نفسة الذي رفض اللقاء بالمكونات السياسية في عدن، وتعز، ولحج وأبين، و اكتفى باللقاء بالمكونات الميليشاوية، في عدن ولحج والضالع..
“بن دغر” الذي كان يعلن أهمية تفعيل مؤسسات الدولة وخاصة الأمنية والعسكرية، هو “بن دغر” الذي كان يتنقل بين المحافظات تحت حراسة وحماية الحزام الأمني.
“بن دغر” اليوم يتحدث بخطاب واقعي أو- إن جاز التعبير- يتقمص خطاباً تريده وتحتاجه القوى السياسية وتتعطش البلاد لمثل هذا الخطاب الجامع واقعاً تعيشه، لكني أقولها إن هذا الخطاب الذي يتقمصه ” بن دغر ” يهدف منه إلى تقديم نفسه للقوى السياسية كرجل مرحلة يمكن التوافق علية لقيادة الحكومة القادمة إن جاءت..
“بن دغر” بعد أن أقصى وزراء الإصلاح من الحكومة يسعى لخطب ود الإصلاح، وبعد أن كان يرفض توجيهات نائب رئيس الجمهورية يخطب اليوم وده، تلك آليات الانتهازية لعقلية السياسي “بن دغر”.
وأكتفي بترديد المثل الصنعاني “أللي ما يجي مع الحريوة ما يجي بعدها”..
قد كنت رئيس حكومة وكان بإمكانك إصلاح الكثير، لكن ” إن الله لا يصلح عمل المفسدين”، ومهما حاولت اليوم أن تظهر بثوب ملاك، فلن يعيرك أحد انتباهاً وهو يعرف مدى تلونك وقدرتك على التقلب والانتهازية السياسية التي تستوطن ذاتك ولا تستطيع الفكاك منها، فقد جبلت عليها ورضعتها عبر تاريخ من الحرباوية الفضيعة..
ثوب الناسك الآن لا يشفع لك وقد جعلت من وطن ثلاثين مليون نسمة حكراً عليك وثلتك الهزيلة لتجد نفسك اليوم في وحشة من أنك لا تستطيع التسلق ثانية.. وقد قيل في المثل الشعبي ” من تغدى بكذبة ما تعشى بها”..