ظاهرة غريبة في تعز.. “مسؤولون تنفيذيون” غادروا المدينة لكنهم متمسكين بالصلاحيات ويصرفون مبالغ مهولة من إيرادات المحافظة

img

الجوزاء نيوز - تقرير خاص   تشهد محافظة تعز ظاهرة غريبة لم تشهدها السلطات التنفيذية في أي محافظة أخرى.   حيث كشف نشطاء أن مسؤولين تنفيذيين غادرا مقرّ عملهما في تعز قبل سنوات، ليتفرغ كلّ منهما لمشاريعه الخاصة في الخارج، وفي ذات الوقت ظلا متمسكين بصلاحياتهما.   وبحسب نشطاء، فإن المسؤولين التنفيذيين هما محافظ تعز نبيل شمسان المقيم في العاصمة المصرية، ورئيس جامعة تعز الدكتور محمد الشعيبي، وهو الآخر مقيم في عدن.   ويؤكد مصدر مسؤول في جامعة تعز أن الشعيبي الذي غادر تعز قبل سنتين إلى مصر للعلاج عقب تعرضه لاعتداء بسبب خلاف مالي متعلق بتعويضات اصلاح أحد المباني المؤجرة للجامعة، ورغم تعافيه إلا أنه لم يعُد لمزاوله مهامه وفي ذات الوقت مايزال متمسكا بالصلاحيات ومحتكرا لها".   وأوضح المصدر لـ"الجوزاء نيوز" أن رئيس جامعة تعز يصرف مبالغ مهولة من إيرادات تعز من التعليم الموازي و النفقة الخاصة و التعليم المستمر، والتي وصلت العام الماضي إلى أكثر من مليار ريال.   وكشف المصدر أن الشعيبي أسس له جامعة خاصة في الضالع، وأخذ يهتم بمشاريعه.   واستغرب مراقبون كيف يستمر الشعيبي رئيسًا لجامعة تعز في ظل غيابه عن الجامعة منذ سنتين.   ويروا أن الشعيبي يتمسك برئاسة الجامعة في ظل غيابه من أجل استمرار حصوله على الإيرادات والتواصل مع الجهات الرسمية والمنظمات باسم الجامعة".   ولفت المراقبون إلى أن الشعيبي يعمل على تسويق نفسه باسم الضالع في أي تشكيل للحكومة".   وأكدوا أن الشعيبي يعلم علم اليقين الشخصيات التي تقف وراء الاعتداء عليه". مضيفين أن الذين ينظمون الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بالقبض على المعتدين على الشعيبي إنما يخدمون الشعيبي ذاته الذي يعلم ويعرف تمامًا من هم الذين يقفون وراء الحادثة". مشيرين إلى أن الهدف من الوقفات الاحتجاجية هو صرف النظر عن غياب الشعيبي عن الجامعة والتحجج بعدم الأمان".     محافظ عن بُعد !   محافظ تعز نبيل شمسان هو الآخر، غائب عن المحافظة، ويقيم في القاهرة، وفي ذات الوقت يحتكر صلاحيات كثيرة، ويصرف عشرات الملايين من الموازنة الخاصة بالمحافظة شهريًا.   يصف نشطاء في تعز محافظ المحافظة نبيل شمسان بـ"عديم المسؤولية"؛ بسبب غيابه عن المحافظة في ظل الأوضاع الاستثنائية، وعدم قيامه ولو بجزء من مهامه التي عُين من أجلها.   وبحسب مسؤول رفيع في السلطة المحلية فإن " مجموع دوام المحافظ نبيل شمسان في مكتبه، منذ تعيينه محافظًا لتعز في 31 ديسمبر 2018، لا يتجاوز بضعة أشهر".   وأكد المصدر للجوزاء نيوز أن المحافظ شمسان داوم خلال عام 2019، 19 يومًا فقط، وفي عام 2020 داوم بضعة أشهر وذلك بسبب الحظر الذي سببه تفشي كورونا، وبمجرد ارتفاع الحظر فحط المحافظ إلى مقر إقامته في القاهرة".   مضيفًا" في حين قضى معظم الفترة في القاهرة".   وأوضح المصدر أن غياب شمسان عن المحافظة غير مبرر، وينعكس سلبًا على المدينة".   بدورهم، يقول مواطنون:" محافظو مأرب والجوف وشبوة وعدن وحضرموت والمهرة وغيرها من المحافظات التي لا تخضع لسيطرة مليشيا الحوثي، يداومون في محافظاتهم وبعضهم يقودون معارك التحرير، كما يفعل محافظ الجوف، وآخرين يقودون نهضة وتنمية، كما يفعل محافظا مأرب وشبوة".   وأضافوا مستغربين: "وحدها تعز لا وجود لمحافظها فيها ! ".     اصطحب الصلاحيات معه   ووفقًا لمصادر في السلطة المحلية، يختزل محافظ تعز نبيل شمسان الكثير من الصلاحيات به وحده، في ظل تواجده بعيدا عن المحافظة والوطن، في دولة مصر" مضيفين أن هذا الاختزال في الصلاحيات يمنع حلحلة الكثير من الإشكاليات".   وبحسب متابعين، يشكل غياب محافظ تعز عن أداء مهامه صورة سلبية عن الشرعية ومشروع الدولة، فضلًا عن كونه يضر بمشروع التحرير ويشوه صورة تعز.   الموازنة خط أحمر   لم يكتفِ المحافظ بمغادرة المحافظة وحده، بل إن عشرات الملايين تصله من ميزانية المحافظة شهريًا.   حيث تقول المعلومات إن الموازنة التشغيلية لمحافظة تعز تبلغ 100 مليون ريال شهريًا، غير أن مصادر مطلعة أكدت أن معظمها من نصيب المحافظ وحده.   ويؤكد مطّلعون إنه في الوقت الذي يعاني فيه المرابطون في المتارس الأمامية يلتحفون البرد ويقتاتون الجوع، يتسلم نبيل شمسان 100 مليون ريال كموازنة، ويصرفها على نفسه وأسرته في مصر".   ويتساءلون: أليس من السفه أن تذهب 100 مليون شهريا الى حساب محافظ تعز التائه في القاهرة؟ بينما الأبطال في متارس الدفاع عن تعز لا يجدون صرفة يومية ؟!".   متى يحضر المحافظ ؟ يتغيب نبيل شمسان عن محافظة تعز في وقت هي بأشد الحاجة إليه، باعتباره المسؤول الأول فيها، كما أنه قانونيا ودستوريا يمثل رئيس الجمهورية بالمحافظة وصاحب القرار الأول ورئيس اللجنة الأمنية. يتحدث نشطاء.   لكن الملفت - وفق نشطاء - حضور المحافظ شمسان في القضايا المشبوهة والتوقيع على الموازنات وتدخله لغير مصلحة تعز".   يقول الصحفي مازن عقلان إن نبيل شمسان محافظ تعز ورئيس اللجنة الأمنية "يحضر فقط بالنثرات، واثناء اعتماد الميزانيات". لافتًا إلى أن شمسان "حضر بقوة وتدخل عبر برقيات مخصصة كانت بمثابة غطاء لتحركات المتمردين بالحجرية" قبل أشهر.   وأوضح عقلان في منشور على صفحته بالفيسبوك "في غيرها من الأحداث والقضايا، لا نرى مذكراته وبرقياته تتطاير في الهواء وتسرب من كل المطابخ الإعلامية" .   واعتبر عقلان أن ما أسماه "خصخصة السلطة" وعدم التنسيق بين مكاتب وأجهزة الدولة والعمل كمنظومة واحدة هي الحلقة الأضعف التي ينتج عنها كل هذه الاختلالات، والانتقائية !   وأكد أن المحافظ نبيل شمسان هو المسؤول الأول عن كل ما يحدث بمدينة تعز"، مضيفًا أن مدير الامن وقائد المحور يتقاسمان معه نفس الوزر والمسؤولية".   وقال في عقلان في منشور آخر أن عمل المحافظ "يتسلم الموازنة التشغيلية الشهرية، ويصيع في شوارع القاهرة" حد تعبيره.   حضوره بعد الغياب كصائم أفطر بثوم!   مصادر أمنية أكدت للجوزاء نيوز إن محافظ تعز الذي ظل غائبا، عندما تواجد داخل المدينة كان حضوره سلبيًا، تمامًا يصوم ويفطر بثوم !".   وقالت المصادر أن المحافظ خلال فترة تواجده منع القيادات العسكرية والأمنية من التدخل في تثبيت الأمن في التربة والشمايتين، وأفشل مهمة الشرطة العسكرية في ملاحقة المطلوبين أمنيًا".   وذكرت المصادر أنه خلال فترة تواجد نبيل شمسان في المحافظة شهد الريف الجنوبي لتعز انتشارًا للخارجين عن القانون والمطلوبين أمنيا أمثال عادل العزي وعناصر أخرى يُعتقد انتماءهم لداعش والقاعدة".   وأضاف" بل وصل الأمر خلال تواجد المحافظ أن سيطر المطلوبين أمنيًا على جبل بيحان ومواقع مهمة في الشمايتين وأطلقوا النار إلى قرب منزله وقطعوا الطرق".   علاقته بحمود الصوفي   بحسب مراقبين، يتفق المحافظ نبيل شمسان وسلفه أمين محمود في أن كليهما أطوع لـ"حمود الصوفي" من يمينه.   وتؤكد المعلومات أن المحافظ الحالي (نبيل شمسان) والسابق (أمين محمود)، جاءا بترشيح من حمود الصوفي المدعوم من الإماراتي، والذي يعمل في تشويه تعز وتسويد صورتها تنفيذا لأجندة إماراتية.   وتضيف المعلومات أن حمود الصوفي سيء الصيت هو من أشار على شمسان بمغادرة تعز إلى العاصمة المصرية القاهرة".   الانفلات الأمني.. من المسؤول؟   وبخصوص الإنفلات الأمني وأحداث القتل خارج القانون التي شهدتها تعز، خاصة مطلع الشهر الجاري، حمل برلمانيون ونشطاء محافظ تعز ذاته المسؤولية الكاملة، وذلك باعتباره رئيس اللجنة الأمنية والمسؤول الأول في المحافظة.   حيث قال البرلماني شوقي القاضي مخاطبًا نبيل شمسان: "ما يحدث في مدينة تعز هو مؤشر فشل لإدارتك، فإما أن تحزم أمرك وتقود المحافظة، وإما أن تقدِّم استقالتك".   وأضاف في منشور على صفحته بالفيسبوك: "وفي كلا الحالتين أتمنى أن تمتلك الشجاعة وتعلن للرأي العام عن من هي الأطراف والجهات التي تعبث بمدينة تعز".   من جانبه، قال وكيل محافظة تعز عارف جامل إن محافظ تعز رئيس اللجنة الأمنية يتحمل المسؤولية الكاملة أمام أبناء تعز عن الوضع الأمني وجرائم القتل وعدم ضبط القتلة".   وأوضح جامل أن "الملف الأمني بتعز بكل قضاياه المختلفه ليس معقدا أو مستحيل " مضيفا أن الملف الأمني بحاجة إلى إرادة قوية وقرار شجاع".     رأي القانون ودور الأحزاب   ويرى خبراء في القانون أن وزير الإدارة المحلية يتحمل مسؤولية غياب المحافظ.   وأوضحوا أن قانون السلطة المحلية لا يسمح للمحافظ بالغياب بدون إذن وزير الإدارة المحلية. مضيفين أن هذا الغياب الطويل يؤكد تواطؤ الوزير مع المحافظ.   وأضافوا أن رئيس الحكومة يتحمل مسؤولية الصمت عن غياب محافظ تعز، المخالف للقانون. لافتين إلى أن "الإجراء المتبع في هكذا حالة يتم اصدار مشروع قرار مسبب لرئيس الجمهورية بعزله وإحالته الى المحاكمة وتعيين محافظ بديل.   وأشار الخبراء إلى أن صمت قيادة الأحزاب السياسية عن غياب المحافظ وعدم ممارستها للضغط من أجل عودته، يجعلها شريكة في التواطؤ.     ما الذي تحتاجه تعز ؟   يؤكد نشطاء أن تعز بحاجة إلى محافظ من أبنائها المناضلين في الميدان، الذين يدركون المرحلة الاستثنائية ويعرفون جيًدا ما تحتاجه محافظتهم، و من أهل الكفاءة بدلا من أهل الولاء".   حيث اعتبروا أن هناك تعمد واضح بالإساءة لتعز بتعيين محافظين وصفوهم بـالـ"كوارث".   ويروا أن معظم من يمثلون تعز في المناصب الكبيرة للدولة هم الأسوأ على الإطلاق. واستشهدوا بـ"سلطان البركاني، معين عبدالملك، ونبيل شمسان".   وفي حين ترتفع الأصوات المطالبة بتغيير محافظ تعز، يؤكد مراقبون أن الضغط بتغيير نبيل شمسان بدون الضغط لإستبداله بشخصية محددة، تعزية الهوى وطنية الإنتماء ثورية المبدأ صاحبة مسئولية وطموح؛ فإننا سنصحوا بعد سنة أو أقل ونحن بنفس الدوامة وعلى نفس الموال .   ويتحدث نشطاء أن تعز تفتقد إلى شخص جامع، يجمع كلمتها ويوحد صفها ويرمم جسدها ويشعر بآلامها ويعمل على تحقيق الأمن والسلم فيها.   ويضيفون أنها تحتاج إلى محافظ قوي وأمين مسؤول يعلم مكامن قوتها ونقاط ضعغها ويحمل بقلبه مشروع دولة ونظام وقانون ولديه الاستعداد أن يضحي بنفسه لأجلها.   وتحتاج تعز - وفقا لنشطاء- محافظًا صدره وبابه مفتوحان للجميع يتعامل معهم الجميع من مسافة واحدة وبمعايير عادلة وصادقة غير مرتهن لا للأحزاب ولا للأقارب ولا للشللية ولا للخارج، ولا لأجندة خادشة للمحافظة.   وفي ظل استمرار غياب محافظ تعز، كمسؤول تنفيذي، عن المحافظة، أطلق مواطنو تعز مطلع أكتوبر الماضي، حملة توقيعات للمطالبة بتغييره، وتعيين شخصية وطنية تليق بالمرحلة، وهي خطوة اعتبرها مراقبون تعبيرا عن حجم الرفض الشعبي الواسع لنبيل شمسان.  

الجوزاء نيوز – تقرير خاص

 

تشهد محافظة تعز ظاهرة غريبة لم تشهدها السلطات التنفيذية في أي محافظة أخرى.

 

حيث كشف نشطاء أن مسؤولين تنفيذيين غادرا مقرّ عملهما في تعز قبل سنوات، ليتفرغ كلّ منهما لمشاريعه الخاصة في الخارج، وفي ذات الوقت ظلا متمسكين بصلاحياتهما.

 

وبحسب نشطاء، فإن المسؤولين التنفيذيين هما محافظ تعز نبيل شمسان المقيم في العاصمة المصرية، ورئيس جامعة تعز الدكتور محمد الشعيبي، وهو الآخر مقيم في عدن.

 

ويؤكد مصدر مسؤول في جامعة تعز أن الشعيبي الذي غادر تعز قبل سنتين إلى مصر للعلاج عقب تعرضه لاعتداء بسبب خلاف مالي متعلق بتعويضات اصلاح أحد المباني المؤجرة للجامعة، ورغم تعافيه إلا أنه لم يعُد لمزاوله مهامه وفي ذات الوقت مايزال متمسكا بالصلاحيات ومحتكرا لها”.

 

وأوضح المصدر لـ”الجوزاء نيوز” أن رئيس جامعة تعز يصرف مبالغ مهولة من إيرادات تعز من التعليم الموازي و النفقة الخاصة و التعليم المستمر، والتي وصلت العام الماضي إلى أكثر من مليار ريال.

 

وكشف المصدر أن الشعيبي أسس له جامعة خاصة في الضالع، وأخذ يهتم بمشاريعه.

 

واستغرب مراقبون كيف يستمر الشعيبي رئيسًا لجامعة تعز في ظل غيابه عن الجامعة منذ سنتين.

 

ويروا أن الشعيبي يتمسك برئاسة الجامعة في ظل غيابه من أجل استمرار حصوله على الإيرادات والتواصل مع الجهات الرسمية والمنظمات باسم الجامعة”.

 

ولفت المراقبون إلى أن الشعيبي يعمل على تسويق نفسه باسم الضالع في أي تشكيل للحكومة”.

 

وأكدوا أن الشعيبي يعلم علم اليقين الشخصيات التي تقف وراء الاعتداء عليه”. مضيفين أن الذين ينظمون الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بالقبض على المعتدين على الشعيبي إنما يخدمون الشعيبي ذاته الذي يعلم ويعرف تمامًا من هم الذين يقفون وراء الحادثة”. مشيرين إلى أن الهدف من الوقفات الاحتجاجية هو صرف النظر عن غياب الشعيبي عن الجامعة والتحجج بعدم الأمان”.

 

 

محافظ عن بُعد !

 

محافظ تعز نبيل شمسان هو الآخر، غائب عن المحافظة، ويقيم في القاهرة، وفي ذات الوقت يحتكر صلاحيات كثيرة، ويصرف عشرات الملايين من الموازنة الخاصة بالمحافظة شهريًا.

 

يصف نشطاء في تعز محافظ المحافظة نبيل شمسان بـ”عديم المسؤولية”؛ بسبب غيابه عن المحافظة في ظل الأوضاع الاستثنائية، وعدم قيامه ولو بجزء من مهامه التي عُين من أجلها.

 

وبحسب مسؤول رفيع في السلطة المحلية فإن ” مجموع دوام المحافظ نبيل شمسان في مكتبه، منذ تعيينه محافظًا لتعز في 31 ديسمبر 2018، لا يتجاوز بضعة أشهر”.

 

وأكد المصدر للجوزاء نيوز أن المحافظ شمسان داوم خلال عام 2019، 19 يومًا فقط، وفي عام 2020 داوم بضعة أشهر وذلك بسبب الحظر الذي سببه تفشي كورونا، وبمجرد ارتفاع الحظر فحط المحافظ إلى مقر إقامته في القاهرة”.

 

مضيفًا” في حين قضى معظم الفترة في القاهرة”.

 

وأوضح المصدر أن غياب شمسان عن المحافظة غير مبرر، وينعكس سلبًا على المدينة”.

 

بدورهم، يقول مواطنون:” محافظو مأرب والجوف وشبوة وعدن وحضرموت والمهرة وغيرها من المحافظات التي لا تخضع لسيطرة مليشيا الحوثي، يداومون في محافظاتهم وبعضهم يقودون معارك التحرير، كما يفعل محافظ الجوف، وآخرين يقودون نهضة وتنمية، كما يفعل محافظا مأرب وشبوة”.

 

وأضافوا مستغربين: “وحدها تعز لا وجود لمحافظها فيها ! “.

 

 

اصطحب الصلاحيات معه

 

ووفقًا لمصادر في السلطة المحلية، يختزل محافظ تعز نبيل شمسان الكثير من الصلاحيات به وحده، في ظل تواجده بعيدا عن المحافظة والوطن، في دولة مصر” مضيفين أن هذا الاختزال في الصلاحيات يمنع حلحلة الكثير من الإشكاليات”.

 

وبحسب متابعين، يشكل غياب محافظ تعز عن أداء مهامه صورة سلبية عن الشرعية ومشروع الدولة، فضلًا عن كونه يضر بمشروع التحرير ويشوه صورة تعز.

 

الموازنة خط أحمر

 

لم يكتفِ المحافظ بمغادرة المحافظة وحده، بل إن عشرات الملايين تصله من ميزانية المحافظة شهريًا.

 

حيث تقول المعلومات إن الموازنة التشغيلية لمحافظة تعز تبلغ 100 مليون ريال شهريًا، غير أن مصادر مطلعة أكدت أن معظمها من نصيب المحافظ وحده.

 

ويؤكد مطّلعون إنه في الوقت الذي يعاني فيه المرابطون في المتارس الأمامية يلتحفون البرد ويقتاتون الجوع، يتسلم نبيل شمسان 100 مليون ريال كموازنة، ويصرفها على نفسه وأسرته في مصر”.

 

ويتساءلون: أليس من السفه أن تذهب 100 مليون شهريا الى حساب محافظ تعز التائه في القاهرة؟ بينما الأبطال في متارس الدفاع عن تعز لا يجدون صرفة يومية ؟!”.

 

متى يحضر المحافظ ؟

يتغيب نبيل شمسان عن محافظة تعز في وقت هي بأشد الحاجة إليه، باعتباره المسؤول الأول فيها، كما أنه قانونيا ودستوريا يمثل رئيس الجمهورية بالمحافظة وصاحب القرار الأول ورئيس اللجنة الأمنية. يتحدث نشطاء.

 

لكن الملفت – وفق نشطاء – حضور المحافظ شمسان في القضايا المشبوهة والتوقيع على الموازنات وتدخله لغير مصلحة تعز”.

 

يقول الصحفي مازن عقلان إن نبيل شمسان محافظ تعز ورئيس اللجنة الأمنية “يحضر فقط بالنثرات، واثناء اعتماد الميزانيات”. لافتًا إلى أن شمسان “حضر بقوة وتدخل عبر برقيات مخصصة كانت بمثابة غطاء لتحركات المتمردين بالحجرية” قبل أشهر.

 

وأوضح عقلان في منشور على صفحته بالفيسبوك “في غيرها من الأحداث والقضايا، لا نرى مذكراته وبرقياته تتطاير في الهواء وتسرب من كل المطابخ الإعلامية” .

 

واعتبر عقلان أن ما أسماه “خصخصة السلطة” وعدم التنسيق بين مكاتب وأجهزة الدولة والعمل كمنظومة واحدة هي الحلقة الأضعف التي ينتج عنها كل هذه الاختلالات، والانتقائية !

 

وأكد أن المحافظ نبيل شمسان هو المسؤول الأول عن كل ما يحدث بمدينة تعز”، مضيفًا أن مدير الامن وقائد المحور يتقاسمان معه نفس الوزر والمسؤولية”.

 

وقال في عقلان في منشور آخر أن عمل المحافظ “يتسلم الموازنة التشغيلية الشهرية، ويصيع في شوارع القاهرة” حد تعبيره.

 

حضوره بعد الغياب كصائم أفطر بثوم!

 

مصادر أمنية أكدت للجوزاء نيوز إن محافظ تعز الذي ظل غائبا، عندما تواجد داخل المدينة كان حضوره سلبيًا، تمامًا يصوم ويفطر بثوم !”.

 

وقالت المصادر أن المحافظ خلال فترة تواجده منع القيادات العسكرية والأمنية من التدخل في تثبيت الأمن في التربة والشمايتين، وأفشل مهمة الشرطة العسكرية في ملاحقة المطلوبين أمنيًا”.

 

وذكرت المصادر أنه خلال فترة تواجد نبيل شمسان في المحافظة شهد الريف الجنوبي لتعز انتشارًا للخارجين عن القانون والمطلوبين أمنيا أمثال عادل العزي وعناصر أخرى يُعتقد انتماءهم لداعش والقاعدة”.

 

وأضاف” بل وصل الأمر خلال تواجد المحافظ أن سيطر المطلوبين أمنيًا على جبل بيحان ومواقع مهمة في الشمايتين وأطلقوا النار إلى قرب منزله وقطعوا الطرق”.

 

علاقته بحمود الصوفي

 

بحسب مراقبين، يتفق المحافظ نبيل شمسان وسلفه أمين محمود في أن كليهما أطوع لـ”حمود الصوفي” من يمينه.

 

وتؤكد المعلومات أن المحافظ الحالي (نبيل شمسان) والسابق (أمين محمود)، جاءا بترشيح من حمود الصوفي المدعوم من الإماراتي، والذي يعمل في تشويه تعز وتسويد صورتها تنفيذا لأجندة إماراتية.

 

وتضيف المعلومات أن حمود الصوفي سيء الصيت هو من أشار على شمسان بمغادرة تعز إلى العاصمة المصرية القاهرة”.

 

الانفلات الأمني.. من المسؤول؟

 

وبخصوص الإنفلات الأمني وأحداث القتل خارج القانون التي شهدتها تعز، خاصة مطلع الشهر الجاري، حمل برلمانيون ونشطاء محافظ تعز ذاته المسؤولية الكاملة، وذلك باعتباره رئيس اللجنة الأمنية والمسؤول الأول في المحافظة.

 

حيث قال البرلماني شوقي القاضي مخاطبًا نبيل شمسان: “ما يحدث في مدينة تعز هو مؤشر فشل لإدارتك، فإما أن تحزم أمرك وتقود المحافظة، وإما أن تقدِّم استقالتك”.

 

وأضاف في منشور على صفحته بالفيسبوك: “وفي كلا الحالتين أتمنى أن تمتلك الشجاعة وتعلن للرأي العام عن من هي الأطراف والجهات التي تعبث بمدينة تعز”.

 

من جانبه، قال وكيل محافظة تعز عارف جامل إن محافظ تعز رئيس اللجنة الأمنية يتحمل المسؤولية الكاملة أمام أبناء تعز عن الوضع الأمني وجرائم القتل وعدم ضبط القتلة”.

 

وأوضح جامل أن “الملف الأمني بتعز بكل قضاياه المختلفه ليس معقدا أو مستحيل ” مضيفا أن الملف الأمني بحاجة إلى إرادة قوية وقرار شجاع”.

 

 

رأي القانون ودور الأحزاب

 

ويرى خبراء في القانون أن وزير الإدارة المحلية يتحمل مسؤولية غياب المحافظ.

 

وأوضحوا أن قانون السلطة المحلية لا يسمح للمحافظ بالغياب بدون إذن وزير الإدارة المحلية. مضيفين أن هذا الغياب الطويل يؤكد تواطؤ الوزير مع المحافظ.

 

وأضافوا أن رئيس الحكومة يتحمل مسؤولية الصمت عن غياب محافظ تعز، المخالف للقانون. لافتين إلى أن “الإجراء المتبع في هكذا حالة يتم اصدار مشروع قرار مسبب لرئيس الجمهورية بعزله وإحالته الى المحاكمة وتعيين محافظ بديل.

 

وأشار الخبراء إلى أن صمت قيادة الأحزاب السياسية عن غياب المحافظ وعدم ممارستها للضغط من أجل عودته، يجعلها شريكة في التواطؤ.

 

 

ما الذي تحتاجه تعز ؟

 

يؤكد نشطاء أن تعز بحاجة إلى محافظ من أبنائها المناضلين في الميدان، الذين يدركون المرحلة الاستثنائية ويعرفون جيًدا ما تحتاجه محافظتهم، و من أهل الكفاءة بدلا من أهل الولاء”.

 

حيث اعتبروا أن هناك تعمد واضح بالإساءة لتعز بتعيين محافظين وصفوهم بـالـ”كوارث”.

 

ويروا أن معظم من يمثلون تعز في المناصب الكبيرة للدولة هم الأسوأ على الإطلاق. واستشهدوا بـ”سلطان البركاني، معين عبدالملك، ونبيل شمسان”.

 

وفي حين ترتفع الأصوات المطالبة بتغيير محافظ تعز، يؤكد مراقبون أن الضغط بتغيير نبيل شمسان بدون الضغط لإستبداله بشخصية محددة، تعزية الهوى وطنية الإنتماء ثورية المبدأ صاحبة مسئولية وطموح؛ فإننا سنصحوا بعد سنة أو أقل ونحن بنفس الدوامة وعلى نفس الموال .

 

ويتحدث نشطاء أن تعز تفتقد إلى شخص جامع، يجمع كلمتها ويوحد صفها ويرمم جسدها ويشعر بآلامها ويعمل على تحقيق الأمن والسلم فيها.

 

ويضيفون أنها تحتاج إلى محافظ قوي وأمين مسؤول يعلم مكامن قوتها ونقاط ضعغها ويحمل بقلبه مشروع دولة ونظام وقانون ولديه الاستعداد أن يضحي بنفسه لأجلها.

 

وتحتاج تعز – وفقا لنشطاء- محافظًا صدره وبابه مفتوحان للجميع يتعامل معهم الجميع من مسافة واحدة وبمعايير عادلة وصادقة غير مرتهن لا للأحزاب ولا للأقارب ولا للشللية ولا للخارج، ولا لأجندة خادشة للمحافظة.

 

وفي ظل استمرار غياب محافظ تعز، كمسؤول تنفيذي، عن المحافظة، أطلق مواطنو تعز مطلع أكتوبر الماضي، حملة توقيعات للمطالبة بتغييره، وتعيين شخصية وطنية تليق بالمرحلة، وهي خطوة اعتبرها مراقبون تعبيرا عن حجم الرفض الشعبي الواسع لنبيل شمسان.

 

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة