غضب شعبي واسع في تعز جراء أزمة المشتقات النفطية.. اتهامات للسلطة بالفشل وللحكومة بـ”الخذلان المتعمد”

الجوزاء نيوز - خاص تشهد مدينة تعز غضبًا شعبيًا واسعًا جراء الأزمة الخانقة في المشتقات النفطية والتي نتج عنها ارتفاع جنوني في أسعارها، وسط صمت السلطة المحلية وخذلان الحكومة اليمنية. وتجاوز سعر الجالون البترول سعة 20 لترًا 35 ألف ريال، وهو ارتفاع غير مسبوق، أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتكاليف النقل، وإعاقة حركة السير، الأمر الذي ضاعف من المعاناة المأساوية للمواطنين. ويتهم مواطنو تعز محافظ المحافظة نبيل شمسان والسلطة المحلية بالتنصل عن القيام بمهامهم وعدم السعي لتفعيل فرع شركة النفط، وفشلهم الذريع في قيادة المحافظة وفي توفير احتياجاتها الأساسية والبحث عن حلول حقيقية للأزمات المتكررة. وشكا المواطنون معاناتهم جراء الارتفاع الجنوني في أسعار المشتقات النفطية، مؤكدين أن ما يحدث أشبه بالعقاب على المدينة التي صمدت وقاومت المليشيا الحوثية ببسالة، ورفضت مشاريع الفوضى والأجندة المشبوهة. وتحدث الطالب الجامعي صديق محمد، عن معاناته، قائلًا: "أزمة الوقود وارتفاع أسعارها، أوجعنا جميعًا، زادت تكاليف المواصلات، وارتفعت أسعار المواد الغذائية". مضيفًا: "بالأمس ركبت من مدينة تعز إلى منطقة العين بالمواسط بـ 4 آلاف ريال، بعد أن كنت أحاسب قبل أسبوعين ألفين ريال بالكثير". ووصف صديق هذه الأزمة بـ"المتعمدة والمفتعلة"، مضيفًا "كنا فرحنا بالتعافي النسبي في قيمة العملة المحلية، فخلقوا لنا أزمة البترول والمشتقات النفطية، وأجبروا المواطن على العيش في حالة معاناة وقلق دائم". فيما قال محرم الأحمدي، الذي يملك دراجة نارية ويعمل بها، إنه "لم يعد قادرًا على تغطية ولو جانبًا من مصاريف أسرته واحتياجاتها الضرورية، بسبب الأزمة الحاصلة في أسعار البترول بتعز، حيث تجاوز سعر اللتر الواحد 1700 ريال، وهو ارتفاع غير مسبوق". وأضاف، "في السابق كنت أعول أسرتي وأنفق عليها من خلال عملي في دراجتي النارية، وكنا نعيش مستوري الحال، ونغطي جانبًا من الاحتياج، أما أعبي بضعة لترات بترول في الصباح، ويأتي المساء وقد زاد سعر اللتر، فأجدني غير قادر على توفير قيمة البترول، الذي تزداد أسعاره بشكل يومي". وطالب السلطة المحلية والحكومة بعمل حلول عاجلة لإنقاذ المواطنين في تعز، وأن يرفعوا هذا حصار النفطي المفروض على تعز، والذي يضاعف المعاناة التي فرضتها مليشيا الحوثي التي تحاصر تعز منذ سبع سنوات. الناشط بهاء الدين الدرغام، لخّص حجم ارتفاع أسعار المشتقات النفطية في محافظة تعز، بقوله في منشور مقتضب على صفحته بالفيسبوك: "2 لتر بترول في تعز بقيمة دبة بترول في مأرب"، وهو ما يعني أن اللتر البترول في تعز بـ 1700 ريال، فيما يباع في محافظة مأرب بـ 175 ريال فقط. وأضاف الدرغام هاشتاج #تعز_قطاع_منفصل ، في إشارة إلى ما تمارسه الحكومة الشرعية من خذلان متعمد للمحافظة. تحرّك متأخر وعقب الغضب الشعبي لنشطاء تعز على مواقع التواصل الاجتماعي، التقى محافظ تعز نبيل شمسان يوم الثلاثاء، مع المدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية عمار العولقي، واتفق معه على إمداد المحافظة بكميات إسعافية من المشتقات النفطية، للتخفيف من الأزمة الخانقة. وبحسب وكالة سبأ الرسمية، فإن الجانبين ناقشا الآليات العملية للإمداد بما يتناسب مع الكثافة السكانية والتوزيع الجغرافي للسكان، فضلا عن تزويد المحافظة بكميات إسعافية سريعة لتجاوز حالة انعدام المشتقات التي سببت معاناة للمواطنين وصعوبة تنقلاتهم. لكن المواطنين طالبوا بضرورة وضع حلول جذرية من شأنها أن تعالج قضية الأزمات المتكررة في المشتقات النفطية، داخل مدينة تعز، وعدم ترك المجال للمحطات التجارية تتحكم بالسوق النفطي، إضافة إلى مكافحة نقاط التهبش والجبايات المنتشرة على طول الخط الرابط بين تعز وعدن، فضلًا عن إصلاح الشريان الوحيد لمدينة تعز، والمتمثل بطريق هيجة العبد. أزمة متكررة وقطاع منفصل ودائمًا ما تتكرر أزمة المشتقات النفطية في محافظة تعز، كما يظهر أن الوقود يباع في المحافظة بأسعار أغلى مما تباع في بقية المحافظات المحررة. وقال مصدر مسؤول، إن المشكلة الأساسية تكمن في أنه لا توجد لتعز أي حصة رسمية معتمدة من شركة النفط اليمنية، على غرار بقية المحافظة الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية. مشيرًا إلى أن "المشتقات النفطية التي تباع في تعز منذ اندلاع الحرب قبل سبع سنوات، هي حصص تجارية يشتريها أصحاب المحطات من تجار السوق السوداء في طور الباحة بلحج ومن عدن". من جانبه، قال الصحفي مازن عقلان، في منشورٍ على صفحته بالفيسبوك، إن "تعز محرومة من منحة المشتقات النفطية الحكومية التي تسلم لجميع المحافظات الأخرى في نطاق الشرعية". مضيفًا أن "محافظة تعز منذ سبع سنوات لا يوجد فيها مكتب رسمي لفرع شركة النفط اليمنية". وأوضح الصحفي عقلان أن "شركة النفط في عدن تسلم مخصصات تعز من المشتقات النفطية لتجار السوق السوداء في عدن وطور الباحة، الذين يقومون بدورهم ببيعها لمدينة تعز بسعر السوق السوداء وتهريب اكثر من نصف الكمية إلى مناطق سيطرة الحوثيين". مختتمًا منشوره بالقول: "هذا هو السبب الحقيقي للارتفاع الدائم في اسعار المشتقات النفطية في تعز بخلاف كل المحافظات الاخرى"..! ويتهم ناشطو تعز حكومة الشرعية بأنها تتعامل مع المحافظة وكأنها قطاع منفصل، وخارج نطاق سيطرة الشرعية، فتتعمد حرمانها من أبسط الحقوق التي تحظى بها بقية المحافظات بصورة طبيعية وسلسة.
الجوزاء نيوز – خاص
تشهد مدينة تعز غضبًا شعبيًا واسعًا جراء الأزمة الخانقة في المشتقات النفطية والتي نتج عنها ارتفاع جنوني في أسعارها، وسط صمت السلطة المحلية وخذلان الحكومة اليمنية.
وتجاوز سعر الجالون البترول سعة 20 لترًا 35 ألف ريال، وهو ارتفاع غير مسبوق، أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتكاليف النقل، وإعاقة حركة السير، الأمر الذي ضاعف من المعاناة المأساوية للمواطنين.
ويتهم مواطنو تعز محافظ المحافظة نبيل شمسان والسلطة المحلية بالتنصل عن القيام بمهامهم وعدم السعي لتفعيل فرع شركة النفط، وفشلهم الذريع في قيادة المحافظة وفي توفير احتياجاتها الأساسية والبحث عن حلول حقيقية للأزمات المتكررة.
وشكا المواطنون معاناتهم جراء الارتفاع الجنوني في أسعار المشتقات النفطية، مؤكدين أن ما يحدث أشبه بالعقاب على المدينة التي صمدت وقاومت المليشيا الحوثية ببسالة، ورفضت مشاريع الفوضى والأجندة المشبوهة.
وتحدث الطالب الجامعي صديق محمد، عن معاناته، قائلًا: “أزمة الوقود وارتفاع أسعارها، أوجعنا جميعًا، زادت تكاليف المواصلات، وارتفعت أسعار المواد الغذائية”. مضيفًا: “بالأمس ركبت من مدينة تعز إلى منطقة العين بالمواسط بـ 4 آلاف ريال، بعد أن كنت أحاسب قبل أسبوعين ألفين ريال بالكثير”.
ووصف صديق هذه الأزمة بـ”المتعمدة والمفتعلة”، مضيفًا “كنا فرحنا بالتعافي النسبي في قيمة العملة المحلية، فخلقوا لنا أزمة البترول والمشتقات النفطية، وأجبروا المواطن على العيش في حالة معاناة وقلق دائم”.
فيما قال محرم الأحمدي، الذي يملك دراجة نارية ويعمل بها، إنه “لم يعد قادرًا على تغطية ولو جانبًا من مصاريف أسرته واحتياجاتها الضرورية، بسبب الأزمة الحاصلة في أسعار البترول بتعز، حيث تجاوز سعر اللتر الواحد 1700 ريال، وهو ارتفاع غير مسبوق”.
وأضاف، “في السابق كنت أعول أسرتي وأنفق عليها من خلال عملي في دراجتي النارية، وكنا نعيش مستوري الحال، ونغطي جانبًا من الاحتياج، أما أعبي بضعة لترات بترول في الصباح، ويأتي المساء وقد زاد سعر اللتر، فأجدني غير قادر على توفير قيمة البترول، الذي تزداد أسعاره بشكل يومي”.
وطالب السلطة المحلية والحكومة بعمل حلول عاجلة لإنقاذ المواطنين في تعز، وأن يرفعوا هذا حصار النفطي المفروض على تعز، والذي يضاعف المعاناة التي فرضتها مليشيا الحوثي التي تحاصر تعز منذ سبع سنوات.
الناشط بهاء الدين الدرغام، لخّص حجم ارتفاع أسعار المشتقات النفطية في محافظة تعز، بقوله في منشور مقتضب على صفحته بالفيسبوك: “2 لتر بترول في تعز بقيمة دبة بترول في مأرب”، وهو ما يعني أن اللتر البترول في تعز بـ 1700 ريال، فيما يباع في محافظة مأرب بـ 175 ريال فقط.
وأضاف الدرغام هاشتاج #تعز_قطاع_منفصل ، في إشارة إلى ما تمارسه الحكومة الشرعية من خذلان متعمد للمحافظة.
تحرّك متأخر
وعقب الغضب الشعبي لنشطاء تعز على مواقع التواصل الاجتماعي، التقى محافظ تعز نبيل شمسان يوم الثلاثاء، مع المدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية عمار العولقي، واتفق معه على إمداد المحافظة بكميات إسعافية من المشتقات النفطية، للتخفيف من الأزمة الخانقة.
وبحسب وكالة سبأ الرسمية، فإن الجانبين ناقشا الآليات العملية للإمداد بما يتناسب مع الكثافة السكانية والتوزيع الجغرافي للسكان، فضلا عن تزويد المحافظة بكميات إسعافية سريعة لتجاوز حالة انعدام المشتقات التي سببت معاناة للمواطنين وصعوبة تنقلاتهم.
لكن المواطنين طالبوا بضرورة وضع حلول جذرية من شأنها أن تعالج قضية الأزمات المتكررة في المشتقات النفطية، داخل مدينة تعز، وعدم ترك المجال للمحطات التجارية تتحكم بالسوق النفطي، إضافة إلى مكافحة نقاط التهبش والجبايات المنتشرة على طول الخط الرابط بين تعز وعدن، فضلًا عن إصلاح الشريان الوحيد لمدينة تعز، والمتمثل بطريق هيجة العبد.
أزمة متكررة وقطاع منفصل
ودائمًا ما تتكرر أزمة المشتقات النفطية في محافظة تعز، كما يظهر أن الوقود يباع في المحافظة بأسعار أغلى مما تباع في بقية المحافظات المحررة.
وقال مصدر مسؤول، إن المشكلة الأساسية تكمن في أنه لا توجد لتعز أي حصة رسمية معتمدة من شركة النفط اليمنية، على غرار بقية المحافظة الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية. مشيرًا إلى أن “المشتقات النفطية التي تباع في تعز منذ اندلاع الحرب قبل سبع سنوات، هي حصص تجارية يشتريها أصحاب المحطات من تجار السوق السوداء في طور الباحة بلحج ومن عدن”.
من جانبه، قال الصحفي مازن عقلان، في منشورٍ على صفحته بالفيسبوك، إن “تعز محرومة من منحة المشتقات النفطية الحكومية التي تسلم لجميع المحافظات الأخرى في نطاق الشرعية”. مضيفًا أن “محافظة تعز منذ سبع سنوات لا يوجد فيها مكتب رسمي لفرع شركة النفط اليمنية”.
وأوضح الصحفي عقلان أن “شركة النفط في عدن تسلم مخصصات تعز من المشتقات النفطية لتجار السوق السوداء في عدن وطور الباحة، الذين يقومون بدورهم ببيعها لمدينة تعز بسعر السوق السوداء وتهريب اكثر من نصف الكمية إلى مناطق سيطرة الحوثيين”. مختتمًا منشوره بالقول: “هذا هو السبب الحقيقي للارتفاع الدائم في اسعار المشتقات النفطية في تعز بخلاف كل المحافظات الاخرى”..!
ويتهم ناشطو تعز حكومة الشرعية بأنها تتعامل مع المحافظة وكأنها قطاع منفصل، وخارج نطاق سيطرة الشرعية، فتتعمد حرمانها من أبسط الحقوق التي تحظى بها بقية المحافظات بصورة طبيعية وسلسة.