“صراع أذرع الإمارات يتوسّع”.. مليشيا الانتقالي ترد على “طارق صالح” بالاستيلاء على مقرٍ للمؤتمر في عدن

img

الجوزاء نيوز – خاص 

 

تتوسع دائرة الخلافات بين مليشيا الانتقالي المدعوم إماراتيًا، وبين حزب المؤتمر، خصوصًا جناح طارق صالح المدعوم هو الآخر من أبوظبي، والذي أقدم مؤخرًا على خطوات اعتبرها الانتقالي تهديدًا وجوديًا لطموحاته الانفصالية.

 

ومساء الثلاثاء الفائت، اقتحمت عناصر مسلحة في الحزام الأمني التابع للانتقالي الجنوبي، المقر الرئيسي لحزب المؤتمر الشعبي العام في حي البنجسار بمدينة “التواهي” بالعاصمة المؤقتة عدن، وقامت بإغلاقه واختطاف حراسته.

 

وقالت مصادر محلية لـ “الجوزاء نيوز” إن مليشيا الانتقالي لم تكتفِ باقتحام مقر حزب المؤتمر، بل نهبت جميع محتوياته وحولت المبنى إلى مقر رئيسي للانتقالي، كما سارعت إلى رفع صورة رئيس المجلس عيدروس الزبيدي على المبنى إلى جانب لوحة تحمل اسم وشعار المجلس.

 

وبدوره، أدان حزب المؤتمر الشعبي العام بمحافظة عدن اقتحام عناصر مسلحة تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي في مساء الثلاثاء الموافق 1 مارس 2022، لمقر الحزب، متهمًا محافظ محافظة عدن أحمد حامد لملس، بإصدار توجيهات الاقتحام.

 

وقال بيان الإدانة الصادر عن المؤتمر، إن “قيام عناصر مسلحة ترافقها مدرعات عسكرية من الحزام الأمني باقتحام مقر حزب رسمي بقوة السلاح واعتقال أفراد حراسة المبنى يعتبر عملاً إجرامياً استفزازياً يقوض أسس وقواعد الديمقراطية التي قامت عليها الأحزاب السياسية السلمية في البلاد”. محملًا المحافظ لملس والحزام الأمني وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة “مسؤولية سلامة وأمن أفراد حراسة المبنى”، ومطالباً “بسرعة إخراج القوة المسلحة المقتحمة للمبنى”.

 

 

ولاقت حادثة اقتحام مليشيا الانتقالي لمقر حزب المؤتمر إدانات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، من جانب السياسيين والناشطين.

 

المحلل العسكري علي الذهب، قال في تغريدة على حسابه بتويتر: “‏المجلس الانتقالي الانفصالي، في عدن، يوسع دائرة خصومه، لتشمل المؤتمر الشعبي، والمقاومة الوطنية، بعد ما أعلن حربه على حزب الإصلاح”. مشيرًا :”وقد يصل الأمر إلى بقايا الاشتراكي والناصري والبعث”.

 

وأضاف: “هؤلاء السبعة النفر الذين دفعت بهم الصدف والدراهم إلى الواجهة، يسقطون، مبكرين، في أول الطريق”.

 

من ناحيته، قال مختار الرحبي، وكيل وزارة الإعلام، إن ‏”اقتحام مقر حزب المؤتمر الشعبي العام في مديرية التواهي من قبل مليشيات الانتقالي عمل بربري ومدان ويتحمل ذلك العمل عيدروس الزبيدي ومحافظ عدن”. وأضاف أن “هذه الممارسات تدل على أن مشروع الانتقالي مشروع ملشاوي لا يقبل بالعمل الحزبي والقبول بالرأي والرأي الاخر”.

 

 

لماذا صعّد الانتقالي ضد المؤتمر..؟

 

ويأتي تصعيد مليشيا الانتقالي ضد حزب المؤتمر، عقب يومين من افتتاح طارق صالح فرعًا لما يُعرف بـ”المكتب السياسي للمقاومة الوطنية” في محافظة شبوة.

 

ويوم الأحد الماضي، جرى في محافظة شبوة إشهار أول فرع للمجلس السياسي، واختير أحمد خميس بن ضباب رئيسا للمكتب وبمعية خمسة نواب، كما تم اشهار وتسمية دوائر المجلس بالمحافظة والتي تضم ست دوائر.

 

وفي اليوم التالي لإشهار فرع المكتب السياسي التابع لطارق صالح في شبوة، أعلن المجلس الانتقالي عن رفضه لتأسيس أي كيانات يمنية في الأراضي الجنوبية. جاء ذلك خلال اجتماع لهيئته برئاسة محافظ عدن وأمين المجلس العام أحمد لملس.

 

وبدأت الخلافات بين طارق صالح والمجلس الانتقالي، عقب إقالة المحافظ السابق لشبوة محمد صالح بن عديو، الذي عُرف بموافقه الوطنية ومناهضته لأجندة أبوظبي، وتعيين القيادي المؤتمري الموالي للإمارات عوض بن الوزير العولقي، خلفًا له.

 

وبحسب مراقبين، فإن تحركات طارق صالح في شبوة جعل مليشيا الانتقالي تشعر بالخطر الداهم الذي يهدد مشروعها الانفصالي بالتبخُّر والتلاشي، حيث يتكشف يومًا بعد آخر أن الإمارات تسعى لإعادة أسرة الرئيس السابق علي صالح، إلى الواجهة مجددًا.

 

وأضافوا أن مليشيا الانتقالي ستدرك جيدًا أنها لم تكن سوى أدوات رخصية لأبوظبي لتنفيذ أجندة لا تدرك ماهيتها، من خلال توظيفها ضد الشرعية والقوى الوطنية، وإفراغ المحافظات من مؤسسات الدولة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تأسيس أرضية خصبة لأسرة صالح.

 

حيث توقع المراقبون أن طارق صالح والجناح الموالي للإمارات في حزب المؤتمر، سيتوجهون إلى المهرة وحضرموت وسقطرى، ومن ثمّ العاصمة المؤقتة عدن، بهدف تكرار ذات الخطوة التي أقدموا عليها في شبوة، والمتمثلة بافتتاح فروع لما يُعرف بـ”المكتب السياسي للمقاومة الوطنية”، والذي جرى أول تأسيس له في أواخر مارس 2021 بمدينة المخا التابعة لمحافظة تعز.

 

ولم يستبعد ناشطون أن ينتهي هذا الصراع بين أذرع الإمارات بتلاشي المجلس الانتقالي وانتهاء مشروعه الانفصالي، لصالح جناح أبوظبي في حزب المؤتمر.

 

وظهرت إلى السطح الخلافات بين أذرع الإمارات، ممثلة بمليشيا الانتقالي من جهة وقوات طارق صالح والجناح الموالي للإمارات في حزب المؤتمر، بعد نحو أربعة سنوات من العسكرة خارج إطار الدول والعمل سويًا ضد الشرعية والمشروع الوطني، وذلك تنفيذًا لتوجيهات أبوظبي التي تمولهما.

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة