خطر الطائفية الحوثية على الهوية اليمنية الجامعة

img

الجوزاء نيوز - بقلم/ العقيد عبدالباسط البحر الإمامة ليست نظام ملكي مجرد كما يتبادر إلى أذهان البعض, بل هي نظام كهنوتي طائفي بالنظر إلى ما يوقن به من الوصاية على الدين والامامة على الناس ؛ و يستمد حقه في الحكم من الله مباشرة كما يدعي ؛ ولذا قد تكون في شكل ملكي او لباس جمهوري لا يهم طالما والامام الوصي هو المرجعية وهو فوق النظام وفوق الجميع !. وله مؤسساته الحاكمة والمسيطرة على كل تفاصيل المشهد و المرتبطة به مباشرة . ولذا تعتمد مليشيا الحوثي على التعبئة الفكرية الطائفية كأداة أساسية لتحشيد المقاتلين وتغيير هوية المجتمع، ومنذ بداية ظهورها بمديرية مران بمحافظة صعدة مطلع 2004، وهي تعتمد على خطاب ديني طائفي لاصباغ حضورها الأمني والسياسي بالصبغة الدينية والمذهبية.. وبطبيعة الحال، فإن مليشيا الحوثي تسعى دائما لاستثمار المواسم والمناسبات الدينية لتعزيز حضورها وكسب المزيد من الأنصار لتحشيدهم لاحقا في حربها ضد الدولة، ولا تكتفي مليشيا الحوثي بالخطب المسجدية، بل تعمد إلى نشر محاضرات يومية لقائد المليشيا ، إضافة لكم هائلٍ من الضخ الإعلامي المشابه لها عبر مختلف وسائل الإعلام التابعة لها عبر ما يسمى بالبرنامج الثقافي.. وفي سبيل ذلك، دأبت مليشيا الحوثي على استهداف خطباء وأئمة مساجد لتحويلهم إلى أداوت لنشر الأفكار الطائفية وحشد المقاتلين، أو استبدالهم بآخرين من الموالين للجماعة والمنخرطين في مشروعها الطائفي .. مشروع الحوثيين التدميري بخلفيته الدينية الطائفية، يسعى لخلق انقسام طائفي و أسباب حرب طويلة الأمد، وتقسيم المجتمع على أسس طائفية، على أمل حكم المناطق الخاضعة لسيطرتهم استنادا للتقسيم المذهبي والطائفي. تتصاعد التحذيرات من عواقب خطيرة لسلوكيات المليشيا التي تدفع المجتمع نحو انقسام طائفي لم يشهده من قبل، ولكن المليشيا لا تهمها هذه الحسابات بقدر ما يهمها الحصول على أكبر قدر ممكن من الأنصار لتوسيع جبهات حربِها ضد باقي اليمنيين .. لقد وضعت مليشيا الحوثي لها أهداف استراتيجية منذ اليوم الأول لنشأتها تقوم على تغيير الهوية الثقافية للشعب اليمني .. إن اليمنيين أمام خطر وجودي وثقافي حقيقي يتمثل في الحركة الحوثية التي تحاول تغيير الهوية الثقافية للشعب اليمني وتحويله إلى ما يشبه العبيد .. فأول ما وصلت الحركة الحوثية إلى العاصمة صنعاء قامت بتغيير أئمة المساجد وإغلاق حلقات تحفيظ القرآن وإحراق بعض الكتب وتغيير المناهج، في محاولة منها لغرس فكرها الطائفي القائم على العنصرية ..فالحركة الحوثية ليست حركة سياسية، بل هي حركة إيديولوجية عنصرية قائمة على فكر طائفي عنصري، وبالتالي نحن أمام عصابة طائفية قائمة على لغة الدم، وليس لها أي بعد سياسي !. كما إن الحركة الحوثية تستغل المناسبات الدينية لغرس أفكارها الطائفية في أوساط المجتمع وبين أبناء القبائل لجلب أكبر قدر من أبناء المناطق الشمالية إلى صفها لاستخدامهم في حروبها ، وهناك تقارير شبه مؤكدة تقول، إن الحركة الحوثية تدرب أكثر من ستين ألف من الأطفال وأبناء القبائل في مراكزها الصيفية.. في عام 2004 خرج حسين الحوثي وهو يملك 15 ألف طالب مؤدلج، استطاع من خلالهم خوض ستة حروب، فكيف الحال اليوم وقد أصبح الحوثي يملك 5 مليون طالب يمني يحاول أن يغسل أدمغتهم بفكره المزيف ليحكم من خلالهم اليمن. الحرب في اليمن في المقام الأول هي حرب ثقافية وفكرية، وبالتالي قبل الحديث عن توقف الحرب يجب نزع الألغام الفكرية أولا لكي يستطيع بعدها الناس العيش أسوياء وبصورة طبيعية. هناك صعوبة في إقناع المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي بمخاطر فكر الحوثي بعد أن أغلق كافة وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وأصبح الخطاب الثقافي في صنعاء ذات لون واحد. ويوظف الحوثي الخطاب الإعلامي والثقافي والديني لخدمة أهدافه وأجنداته ولتعزيز خرافاته الدينية التي يحاول أن يقنع الناس بها، بما في ذلك الجامعات التي حولها إلى أوكار خبيثة لخدمة أهدافه الزائفة. اليوم هناك تجريف للهوية، وهناك حالة خمينية مستوردة وليست حالة إمامية فقط، يحاول من خلالها الحوثي غسل أدمغة اليمنيين وخاصة الجيل الناشئ. أخيرا فإن بقاء الحوثي يوما واحدا في السلطة سيدفع اليمنيون ثمنه سنوات فيما بعد، والنكبة الثقافية التي جناها الحوثي بحق اليمنيين لا تقل عن النكبة العسكرية في الميادين والجبهات, فجوهر الصراع ثقافي بين هوية وطنية تاريخية يمنية، وهوية طائفية لجماعة ترى أنها مدعومة بنظرية إلهية بموجبها تمتلك صك لحكم اليمن واستعباد اليمنيين ، وهذا الشق الثقافي للأزمة الحالية في اليمن هو الشق الأكثر خطورة اليوم على سير هذه المعركة .. معركة اليمنيين اليوم مع هذه الجماعة معركة ثقافية ومعركة وطنية أكثر من كونها معركة عسكرية فقط ، وخطورة وإشكالية اليمنيين مع هذه الجماعة تكمن في أنها تريد فرض أفكارها ورؤيتها للحياة والدين وفق هويتها وتوجهها، وبالتالي يصعب التعايش مع هذه الجماعة إلا إذا كانت مسلوبة القرار والسلاح .. على الشرعية وكل اليمنيين الاحرار التركيز أكثر على المعركة الفكرية والثقافية والعمل على استكمال التحرير واسقاط الانقلابات المليشاوية وعدم التفريط بالسيادة والهوية الوطنية والنظام الجمهوري واستقلال القرار الوطني وعدم التنازل عن ثروات اليمن للمستعمر الخارجي او لمليشياته الداخلية.

الجوزاء نيوز – بقلم/ العقيد عبدالباسط البحر

الإمامة ليست نظام ملكي مجرد كما يتبادر إلى أذهان البعض, بل هي نظام كهنوتي طائفي بالنظر إلى ما يوقن به من الوصاية على الدين والامامة على الناس ؛ و يستمد حقه في الحكم من الله مباشرة كما يدعي ؛ ولذا قد تكون في شكل ملكي او لباس جمهوري لا يهم طالما والامام الوصي هو المرجعية وهو فوق النظام وفوق الجميع !. وله مؤسساته الحاكمة والمسيطرة على كل تفاصيل المشهد و المرتبطة به مباشرة .

ولذا تعتمد مليشيا الحوثي على التعبئة الفكرية الطائفية كأداة أساسية لتحشيد المقاتلين وتغيير هوية المجتمع، ومنذ بداية ظهورها بمديرية مران بمحافظة صعدة مطلع 2004، وهي تعتمد على خطاب ديني طائفي لاصباغ حضورها الأمني والسياسي بالصبغة الدينية والمذهبية..

وبطبيعة الحال، فإن مليشيا الحوثي تسعى دائما لاستثمار المواسم والمناسبات الدينية لتعزيز حضورها وكسب المزيد من الأنصار لتحشيدهم لاحقا في حربها ضد الدولة، ولا تكتفي مليشيا الحوثي بالخطب المسجدية، بل تعمد إلى نشر محاضرات يومية لقائد المليشيا ، إضافة لكم هائلٍ من الضخ الإعلامي المشابه لها عبر مختلف وسائل الإعلام التابعة لها عبر ما يسمى بالبرنامج الثقافي..

وفي سبيل ذلك، دأبت مليشيا الحوثي على استهداف خطباء وأئمة مساجد لتحويلهم إلى أداوت لنشر الأفكار الطائفية وحشد المقاتلين، أو استبدالهم بآخرين من الموالين للجماعة والمنخرطين في مشروعها الطائفي ..

مشروع الحوثيين التدميري بخلفيته الدينية الطائفية، يسعى لخلق انقسام طائفي و أسباب حرب طويلة الأمد، وتقسيم المجتمع على أسس طائفية، على أمل حكم المناطق الخاضعة لسيطرتهم استنادا للتقسيم المذهبي والطائفي.

تتصاعد التحذيرات من عواقب خطيرة لسلوكيات المليشيا التي تدفع المجتمع نحو انقسام طائفي لم يشهده من قبل، ولكن المليشيا لا تهمها هذه الحسابات بقدر ما يهمها الحصول على أكبر قدر ممكن من الأنصار لتوسيع جبهات حربِها ضد باقي اليمنيين ..

لقد وضعت مليشيا الحوثي لها أهداف استراتيجية منذ اليوم الأول لنشأتها تقوم على تغيير الهوية الثقافية للشعب اليمني ..

إن اليمنيين أمام خطر وجودي وثقافي حقيقي يتمثل في الحركة الحوثية التي تحاول تغيير الهوية الثقافية للشعب اليمني وتحويله إلى ما يشبه العبيد ..

فأول ما وصلت الحركة الحوثية إلى العاصمة صنعاء قامت بتغيير أئمة المساجد وإغلاق حلقات تحفيظ القرآن وإحراق بعض الكتب وتغيير المناهج، في محاولة منها لغرس فكرها الطائفي القائم على العنصرية ..فالحركة الحوثية ليست حركة سياسية، بل هي حركة إيديولوجية عنصرية قائمة على فكر طائفي عنصري، وبالتالي نحن أمام عصابة طائفية قائمة على لغة الدم، وليس لها أي بعد سياسي !.

كما إن الحركة الحوثية تستغل المناسبات الدينية لغرس أفكارها الطائفية في أوساط المجتمع وبين أبناء القبائل لجلب أكبر قدر من أبناء المناطق الشمالية إلى صفها لاستخدامهم في حروبها ، وهناك تقارير شبه مؤكدة تقول، إن الحركة الحوثية تدرب أكثر من ستين ألف من الأطفال وأبناء القبائل في مراكزها الصيفية..

في عام 2004 خرج حسين الحوثي وهو يملك 15 ألف طالب مؤدلج، استطاع من خلالهم خوض ستة حروب، فكيف الحال اليوم وقد أصبح الحوثي يملك 5 مليون طالب يمني يحاول أن يغسل أدمغتهم بفكره المزيف ليحكم من خلالهم اليمن.

الحرب في اليمن في المقام الأول هي حرب ثقافية وفكرية، وبالتالي قبل الحديث عن توقف الحرب يجب نزع الألغام الفكرية أولا لكي يستطيع بعدها الناس العيش أسوياء وبصورة طبيعية.

هناك صعوبة في إقناع المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي بمخاطر فكر الحوثي بعد أن أغلق كافة وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وأصبح الخطاب الثقافي في صنعاء ذات لون واحد.

ويوظف الحوثي الخطاب الإعلامي والثقافي والديني لخدمة أهدافه وأجنداته ولتعزيز خرافاته الدينية التي يحاول أن يقنع الناس بها، بما في ذلك الجامعات التي حولها إلى أوكار خبيثة لخدمة أهدافه الزائفة.

اليوم هناك تجريف للهوية، وهناك حالة خمينية مستوردة وليست حالة إمامية فقط، يحاول من خلالها الحوثي غسل أدمغة اليمنيين وخاصة الجيل الناشئ.

أخيرا فإن بقاء الحوثي يوما واحدا في السلطة سيدفع اليمنيون ثمنه سنوات فيما بعد، والنكبة الثقافية التي جناها الحوثي بحق اليمنيين لا تقل عن النكبة العسكرية في الميادين والجبهات, فجوهر الصراع ثقافي بين هوية وطنية تاريخية يمنية، وهوية طائفية لجماعة ترى أنها مدعومة بنظرية إلهية بموجبها تمتلك صك لحكم اليمن واستعباد اليمنيين ، وهذا الشق الثقافي للأزمة الحالية في اليمن هو الشق الأكثر خطورة اليوم على سير هذه المعركة ..

معركة اليمنيين اليوم مع هذه الجماعة معركة ثقافية ومعركة وطنية أكثر من كونها معركة عسكرية فقط ، وخطورة وإشكالية اليمنيين مع هذه الجماعة تكمن في أنها تريد فرض أفكارها ورؤيتها للحياة والدين وفق هويتها وتوجهها، وبالتالي يصعب التعايش مع هذه الجماعة إلا إذا كانت مسلوبة القرار والسلاح ..

على الشرعية وكل اليمنيين الاحرار التركيز أكثر على المعركة الفكرية والثقافية والعمل على استكمال التحرير واسقاط الانقلابات المليشاوية وعدم التفريط بالسيادة والهوية الوطنية والنظام الجمهوري واستقلال القرار الوطني وعدم التنازل عن ثروات اليمن للمستعمر الخارجي او لمليشياته الداخلية.

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة